advertisement ads
العمران
24 ساعةنافذة الرأي

مصطفى أمجكال يكتب.. الضجة الاعلامية لا تصنع المستقبل

النقد الحقيقي لأي عمل فني ينبغي أن يكون في شموليته لا في جزئية واحدة منه. إن اختزال المسلسل في الشيخة هو صرف للأنظار عن شخصيات تمرر خطابا و سلوكا أخطر من تشياخت
الشيخة في المسلسل قدمت بصورة محتقرة و إن كانت هي تترافع عن نفسها لتقول العكس ، لكن مجتمع المسلسل نفسه غير راض عنها كما هو حال المجتمع في غالبيته و لو ظاهريا… أما الواقع مكاين غير السواكن و حك جر.

أنا أحترم الشيخ ياسين العمري و أقدر غيرته و حرصه على التوضيح و البيان، لكن لا أحب أن يكون كلامه عبارة عن مواجهة شخصية مع الشيخة بقدر ما ينبغي أن يكون بيانا لخطر العشرات من الرسائل التي يسعى المسلسل إلى تمريرها بدأ من العنوان: لمكتوب الذي ينطوي على مفهوم منحرف للقضاء و القدر.

ثم ما هذه الثقافة الجديدة التي أصبحت معظم الأعمال التلفزية تحاول بثها في المجتمع المغربي؟ ثقافة التطبيع مع المواجهة بين الأجيال، الآباء و الأمهات و محاولة التحرر السافر من قيود النصيحة الأسرية و العائلة. ثقافة التعود على الخيانة و الكذب و النظر في المصالح المادية على أنها الغاية و إن كانت على حساب الأسرة و القيم.

لهذا قلت أن مجرد الصرخة لا يساهم في علاج المشاكل التي بدأت في تنخر أسس المجتمع المغربي منذ سنوات و عقود. بل ينبغي العمل على دراسة هذه المشاكل في إطارها الشمولي و التحذير من خطرها على المستوى المتوسط و البعيد.

إننا في مرحلة نحتاج إلى الشيخ الواعظ، و المفكر الدارس المحلل، و السياسي الذي يعمل على مناقشة القوانين و اقتراح ما يخدم الشعب في كل المجالات و خاصة المجال الثقافي و الفني، هذه المجالات التي تبني القيم و ثقافة الحوار و الاختلاف في ظل القانون. كما نحتاج جسما إعلاميا قويا يسلط الضوء على مواطن الضعف و الخلل في كل الميادين و يعمل على بناء رؤية شاملة يساهم فيها الشيخ و المفكر و الفنان و السياسي و المهندس و الطبيب و المجتمع بكل ألوانه و توجهاته.

المغرب اليوم يواجه تحديات كبرى يسعى من خلالها إلى بناء صورة المملكة الرائدة اقتصاديا و سياسيا و ثقافيا و دينيا أيضا. و هي مرحلة عنوانها الأكبر هو الانفتاح و التواصل، و هو ما ينبغي على مثقفينا تعميق النظر فيه و دراسة جوانبه و أيضا التفكير في عواقبه و مخاطره و ضريبته على المجتمع و الثقافة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى