
بقلم : ذ محمد السعيد مازغ كثر الحديث عن الأشغال التي تشهدها العديد من شوارع مراكش، وخرجت بعض الأصوات تخبر بأن الفضل يرجع إلى البنك الدولي الذي ساهم ب 56 مليار سنيتم من أجل تهيئة عدة محاور طرقية ومساحات خضراء، خصوصا بالمناطق القريبة من قرية باب إغلي قرب المنطقة السياحية اكدال، ومجموعة من المحاور الطرقية المهمة بالمدينة التي من المفترض أن تستقبل ضيوف المغرب خلال مؤتمر البنك الدولي الذي سيكون لمدينة مراكش شرف تنظيمها خلال شهر أكتوبر المقبل .
بعض من هذه الأصوات الغاضبة ، وإن شئت من الغيورين على الشأن المحلي المراكشي، يتحسرون على أن أغلب الإصلاحات تكون بدافع من دول أجنبية إشارة إلى مؤتمرات سابقة: مؤتمر “GATT” الذي نظم بمراكش ، وتمت فيه الإتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة. ومؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في مراكش (كوب 22)، ومؤتمر البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي الذي سينعقد بمراكش في شهر أكتوبر المقبل ، وهي إصلاحات حسب رأي هؤلاء، لا يَدَ للمجلس الجماعي فيها ، ولا فضل له على مدينة مراكش ، وأن مساهمته مقابل الدعم الخارجي مساهمة ضعيفة، و إنجازاته خلال ما مر من هذه الولاية ولا الولاية السابقة لا أثر ولا مفعول لها.. في المقابل اعتبر أحد ممثلي الساكنة بحي المحاميد – مشكورا على التواصل – ، أن الهجوم على المجلس يدخل في إطار الديماغوجيا، مشيرا إلى أن المجلس خصص حوالي 1500 مليار.. وفَّرَت العمدة فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الجماعي لمراكش، بفضل مجهوداتها ونبلها وصدقها، ونظافة اليد،. الف مليار. “1000 .” مليار سنتيم ، خارج الميزانية، وهذه الأشغال يضيف تدخل ضمن تنزيل مشروع برنامج عمل مراكش.
لن أتقمص دور المدافع ولا المهاجم على المجلس الجماعي الحالي، ولا المجلس السابق، ولن أصدق أو أكذب ما تروجه قنوات التواصل الاجتماعي فمن طبيعتي أن أغربل أي خبر غير رسمي، وأتجنب النشر والتعميم تجنبا للتَّجَنّي على أي كان ما دُمْتُ لا أتوفر على معطيات رسمية تؤكد أو تفنِّد الخبر أو المعلومة المتداولة على نطاق واسع ، الشيء الوحيد الذي يمكن أن أؤكده هو أن أغلب المجالس المنتخبة تفتقر إلى ثقافة التواصل مع الساكنة ومع وسائل الإعلام المحلية والجهوية القانونية والمسؤولة ، ويؤخذ على الرئيسة أنها لم تكلف نفسها عقد أية ندوة صحفية منذ توليها مسؤولية تدبير الشأن المحلي والوطني.
إن ما ينشر على صفحات المجلس وصفحة رئيسته الخاصتين جد محتشم، ولا ترقى التدوينات إلى مرتبة تنوير الرأي العام المحلي، وإزالة الغموض واللبس، كما أن مجموعة من المنتخبين تنقطع صلتهم بمن وضعوا فيهم الثقة وصوتوا عليهم منذ الإعلان عن النتائج النهائية لاستحقاقات صناديق الاقتراع .
إن من يتصفح الصفحة الخاصة بالمجلس ورئيسته، يجد أنها خالية من البيانات التوضيحية و البلاغات الإخبارية، كأن تؤكد ما ورد على لسان الأخ ممثل الساكنة، بأن الرئيسة خصصت فعلا حوالي 1500 مليار، وأن ألفاً منها ترجع إلى نباهة رئيسة المجلس وحسن تدبيرها لمالية الجماعة. كما أن جميع المشاريع تخلو من لوحات إشهارية يتعرف من خلالها المواطن عن صاحب المشروع ، وعلى من نزلت عليه الصفقة، والمبلغ المرصود، ومدة الإنجاز… وفي غياب المعطيات الرسمية والتوضيحات الكافية ،يبقى أي طرح أو معلومة متداولة قابلة للتصديق والتكذيب، بل عدم الإشارة للشيء دليل على عدم وجوده، وعامل أساس في انتشار الإشاعة.
إن ساكنة مراكش والمهتمين بالشأن المحلي لا يطلبون سوى الوضوح والشفافية، وحسن التواصل مع المواطنين والفاعلين بعيدا عن الخلفيات السياسية، والمكر السياسي ، والحسابات الضيقة ، و “الأنا” الذاتية… فالانتقادات كيف ما كانت، تعتبر ظاهرة صحية وضرورية ، كما أن الاختلافات في الرؤى والتقييم، والمشاكل العالقة ، لا تحل بالتعالي والتجاهل، أو بالتهديد والمحاباة، ولكن تحل بالأذن الصاغية وبالإرادة السياسية وبحب الوطن وتغليب المصلحة العامة .
محمد السعيد مازغ