
شوه قيس سعيد، الرئيس التونسي، الكلام، وأبان عن عنصرية مقيتة تجاه المهاجرين الأفارقة القادمين من دول جنوب الصحراء، لكنه أيضا، نبه دون أن يدري إلى أن المقارنات لا تستقيم بين الأنظمة المارقة والأنظمة ذات التاريخ التليد، التي لا تنفك عن جذورها وتتشبث بعنقها الإفريقي، مثل المملكة المغربية.
هكذا قال لرشيد لزرق، الأستاذ الجامعي الخبير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، محيلا على أن قيس سعيد، كشف عن حق أنه رئيس بالصدفة، وبأنه تعبير صارخ عن موجة ما وصفها المتحدث مع « منارة » بـ »القوميون الجدد ».
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد، طالب أول أمس الثلاثاء، بضرورة وضع حد سريع لتدفق أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء على بلده، قائلا خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي إن « الهدف غير المعلن للموجات المتلاحقة من الهجرة غير الشرعية هو اعتبار تونس دولة إفريقية فقط لا انتماء لها للأمتين العربية والإسلامية ».
تصريح الرئيس التونسي، حسب رشيد لزرق، جاء ليذكر العالم، وخاصة الأفارقة منهم، بمساره المتميز بتقتيله الممنهج للديمقراطية ولأسس الحكم في تونس، محيلا على أن نرجسيته القومية جعلته يفضح نفسه أمام العالم أجمع، وهو يتبنى خطابا شعبويا يطابق خطاب اليمين المتطرف الذي أصبح يهيمن حاليا على أوربا.
ووفق المتحدث مع « منارة » فإن الرئيس بالصدفة يحاول بتصريحه الذي ينم عن عنصرية مقيتة أن يحابي صقور اليمين المتطرف في أوربا، حتى يرضوا عنه، وهو الذين يتبنون خطابا إقصائيا ممنهجا ضد المهاجرين.
ولفت الدكتور رشيد لزرق، الانتباه، إلى أن الرئيس التونسي كشف شساعة البون بين تونس التي بسط عليها هيمنته وتوجه المغرب، الرامي إلى تعزيز علاقاته « جنوب –جنوب » بمنطق « رابح- رابح »، مؤكدا على أن المملكة التي شكلت على مدى عقود محطة عبور للمهاجرين القادمين من دول جنوب الراغبين في معانقة الحلم الأوربي، سرعان ما تحولت لأرض استقرار.
واستنادا إلى الدكتور لزرق، فإن المملكة المغربية، أبانت عن كياستها تجاه المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء، ووضعت لأجلهم بمبادرة من الملك محمد السادس، استراتيجية وطنية للهجرة واللجوء، ركزت في المرحلة الأولى سنة 2014 ومرحلة ثانية عام 2016 على تسوية وضعيتهم غير النظامية وخولت لهم الحصول على بطائق للإقامة مكنتهم من العيش والعمل في المملكة بشكل قانوني.
وفي سنة 2016، أطلقت المرحلة الثانية من العملية، وهي استكمال للسياسة التي يعتمدها المغرب في هذا المجال، حيث تمت تسوية وضعية 50 ألف مهاجر في المرحلتين، تخلوا عن حلمهم بمعانقة الـ »إلدورادو » الأوربي، بعدما وجدوا في المغرب حضنا دافئا يهجعون إليه، بدل البلدان التي تحكمها أنظمة جوفاء مشوبة بنرجسية « القوميون الجدد » مثل الرئيس التونسي، على حد قول المتحدث مع « منارة ».