advertisement ads
24 ساعةسلايدرسياسةمجتمع

موجة البرد القارس..لوجستيك مهم لفك العزلة و التخفيف من معاناة المناطق المعزولة

مع كل فصل شتاء، تتجدد معاناة سكان المناطق الجبلية في المغرب مع موجة البرد القارس جراء العزلة التي تعرفها المنطقة بسبب تساقط الثلوج الكثيف، وانقطاع الطرق، وهو ما يفرض استعدادات استباقية لمواجهة آثارها السلبية على صحة الأطفال والنساء والمسنين والأشخاص دون مأوى، إلى جانب باقي الأسر في وضعية هشاشة التي تجد صعوبة في توفير حطب التدفئة، نتيجة ارتفاع أسعار الحطب وضعف القدرة الشرائية للسكان.

الثلوج تحاصر 52 دوارا تابعا لجماعة تديلي بإقليم ورزازات

 

تعيش ساكنة أكثر من 52 دوارا تابعة لجماعة تديلي بإقليم ورزازات، منذ ما يزيد عن 48 ساعة، حصارا طبيعيا بسبب التساقطات الثلجية التي عرفتها المنطقة إلى حدود زوال الجمعة، حيث أصبحت جميع المسالك الطرقية المؤدية إلى الدواوير التابعة لهذه الجماعة التربية مقطوعة في وجه العربات والراجلين، إذ تجاوز سمك الثلوج في بعض المناطق 1.60 مترا، ومن أجل فك العزلة عبأت مؤسسة محمد الخامس للتضامن بأوامر ملكية سامية طواقم بشرية وآليات لوجيستية مهمة، بتنسيق مع وزارة الداخلية والسلطات المحلية، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى العديد من الأسر المنحدرة من الدواوير والمناطق المتضرة من الانخفاض الكبير في درجات الحرارة والثلوج الكثيفة التي شهدتها ليلة الـ17 فبراير، خاصة في أقاليم زاكورة وورزازات وتارودانت ».

 

حيث سيتم إرسال المساعدات اعتبارا من يومه السبت 18 فبراير عن طريق الجو، كما ستتم تعبئة طائرات القوات المسلحة الملكية لهذا الغرض انطلاقا من مطار الدار البيضاء، بالإضافة إلى استخدام المروحيات التي ستتم تعبئتها للوصول إلى المناطق المعزولة.

 

كما سيتم نشر فرق متخصصة تضم مساعدات اجتماعيات وأطباء تابعين لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، ستعمل بالتنسيق مع القطاعات المعنية والسلطات المحلية، من أجل الاستجابة لحاجيات المناطق المتضررة في أقاليم زاكورة وورزازات وتارودانت.

 

مؤسسة محمد الخامس للتضامن تلعب دور مهم في التخفيف من معاناة سكان المناطق المعزولة

 

تقوم مؤسسة محمد الخامس للتضامن بمضاعفة تعبئتها التضامنية عندما تضرب موجات البرد القارس البلاد. إذ تتسبب تساقطات الثلوج الغزيرة وانخفاض درجة الحرارة، والرياح الباردة واستمرار كل هذه العوامل، في خلق ظروف من الهشاشة الاجتماعية والمعاناة. حيث تكون المناطق الجبلية والقروية أكثر تضررا من موجات البرد نظرا لبعدها الجغرافي والنقص الذي تعاني منه على مستوى الولوج إلى الخدمات الضرورية، وخاصة الخدمات الصحية.

 

و تشتد معاناة السكان عندما تكون الدواوير معزولة بفعل الظروف المناخية القاهرة، فيصير الولوج إلى الموارد الغذائية والطبية محدودا. ويشكل دعم هؤلاء السكان المتضررين تحديا كبيرا في إطار تكريس التضامن والتماسك الاجتماعي. واستنادا على العمليات الإنسانية التي تشرف عليها الدولة (إعادة تأهيل الطرق وتأمينها، رعاية المتشردين، وسائل التدفئة، العلاجات الطبية الطارئة، إلخ.)، تقوم المؤسسة بحشد إمكانياتها من أجل مساعدة السكان في وضعية الهشاشة. وتقدم لهم المساعدة ودعم القرب من أجل التخفيف من معاناتهم خلال موجات البرد القارس.

 

تتجلى هذه المساعدة الإنسانية في توزيع حصص من المواد الغذائية والأغطية على الأسر القاطنة في الدواوير المعزولة. كما تنظم المؤسسة، حسب ظروف الأزمة، قوافل طبية بغية تقديم العلاجات الطبية المستعجلة، وتوزيع الأدوية وإخلاء الحالات الصعبة.

 

تعاون وطيد بين المؤسسة ووزارتي الداخلية والصحة للتخفيف من معاناة المناطق المعزولة

 

يرتكز تنظيم عملية مواجهة موجات البرد الشديد على تعاون وطيد يجمع بين المؤسسة ووزارتي الداخلية والصحة، إلى جانب السلطات المحلية. هذا وتتم الاستعانة بإمكانيات لوجيستيكية وبشرية مهمة، بما في ذلك فرق المؤسسة التي تشرف ميدانيا على سير الأشغال. وفور الإعلان عن حالة التأهب لموجة البرد الشديد، يتم تحديد المناطق الأكثر تضررا وعزلة من أجل القيام بتدخل عاجل.

 

تبادر المؤسسة عندئذ بتعبئة المساعدات الإنسانية ونقلها إلى القرى المحاصرة. كما تتدخل وزارة الداخلية والسلطات المحلية من أجل تسهيل الولوج إلى المناطق المعنية وتشرف على ذلك بالتنسيق مع الساكنة المحلية. كما تشارك كذلك في توزيع المساعدات لفائدة الأسر، عبر إعداد لوائح بأسماء المستفيدين من كل دوار. وتتنقل فرق المؤسسة من قرية إلى أخرى وتبقى متأهبة في الميدان إلى غاية انتهاء موجات البرد الشديد.

 

1205 من الدواوير استفادوا من المساعدة لمواجهة موجات البرد القارس

 

في إطار فك الغزلة عن السكان الذين حاصرتهم الثلوج بمناطق الأطلس وفي المناطق النائية، تدخلت الدولة لانقاذ هذه الأسر وفق خطة استيباقية، حيث بلغ عدد المستفيدين من عملية توزيع المؤن الغذائية والأغطية بالأقاليم، في إطار الجهود المبذولة لفك العزلة عن المناطق التي عرفت تساقطات ثلجية وانخفاضا شديدا لدرجات الحرارة، 43 ألف و 896 عائلة، تقطن بالخصوص في المناطق التي تعرف انخفاضا كبيرا في درجة الحرارة. وحسب معطيات لوزارة الداخلية فإن هذه العملية تهم 22 إقليما، بها 1205 دوارا تابعا لـ169 جماعة محلية، بمجموع ساكنة يناهز 514 ألف نسمة استفادوا من المساعدة ودعم القرب من أجل التخفيف من معاناتهم خلال موجات البرد القارس

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى