رينالد بيدروس قاد المغرب لأول تأهل في تاريخع من دور المجموعات
هيرفي رينارد ليس غريبًا على كرة القدم المغربية
التحفيز والالتزام أبرز الصفات المشتركة بين مُدربي المغرب وفرنسا
تحرر المنتخب المغربي النسوي من كافة الضغوطات، بعدما حقق هدفه المنشود في بطولة كأس العالم للسيدات FIFA أستراليا ونيوزلندا 2023 ، بتأهله من منافسات المجموعة الثامنة في المركز الثاني، لذلك سيواجه المنتخب الفرنسي في الدور ثمن النهائي، بدون أية أعباء تثقل أقدام “لبؤات الأطلس” خلال هذا الموعد “المرتقب”، الذي سيكون تكرار لاختبار نصف نهائي كأس العالم FIFA 2022، والذي اجتازه رفاق “كيليان مبابي” بنجاح.
مدرب المنتخب الفرنسي للسيدات “هيرفي رينارد” لا يعتبر غريبًا هو الآخر على كرة القدم المغربية، فما لم ينجح في إنجازه خلال كأس العالم FIFA روسيا 2018، نجح فيه مواطنه “رينالد بيدروس” مع المنتخب النسوي، واجتاز المرحلة الأولى بنجاح، ليكتب التاريخ في أول ظهور للمغرب بالمنافسات العالمية.
مما لا شك فيه أن المدرسة الفرنسية سوف تفرض كلمتها على قمة ثمن النهائي، نظرًا لوجود مدربين يتشابهان في عدة صفات، ويمتلكان نظرة متقاربة في العديد من الأفكار الفنية، وهذا ما سوف نسلط عليه الضوء في 4 صفات مشتركة بين “رينالد بيدروس” و”هيرفي رينارد”.
القتالية والتحفيز
أن يعود فريقك إلى الحياة بعد هزيمة افتتاحية بسداسية نظيفة، يؤكد أن ما فعله بيدروس للاعبات المنتخب المغربي يجب أن يتم مراجعته بتمعن أكثر، ويُبرهن مما لا يدع مجالاً للشك بأنه واحد من المُدربين أصحاب القدرات الاستثنائية، فيما يتعلق بالتحفيز وخلق الدوافع للاعباته، وقد ظهر انعكاس هذا الأمر جليًا على أداء رفاق “غزلان الشباك” في مواجهتي كوريا الجنوبية وكولومبيا، بداية من الحماس والقتالية على كل كرة، مرورًا بالإيمان بالأمل حتى ولو كان ضعيفًا.
وإن كان رينالد بيدروس بارعًا في تحفيز فريقه، فلا يُعلى على “هيرفي رينارد” في هذا الأمر، وقد سبق وحقق العديد من الانتصارات والنتائج الإيجابية ضد خصوم أقوى منه، ولعلنا نستشهد بما فعله المنتخب السعودي من إنجاز غير عادي، بإلحاق الهزيمة الوحيدة بحامل لقب كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢ المنتخب الأرجنتيني على ملعب “لوسيل”.
المُدربان الفرنسيان يشتركان في قدرتهما “الفائقة” على توجيه الخطابات المُحفزة داخل غرف الملابس، وقد اشتهرا بالعديد من اللقطات التي يستخدمان فيها الجمل المُلتهبة، لإشعال حماس كل لاعبة قبل دقائق من النزول إلى الملعب، فبلغ عدد مرات الضغط الدفاعي المُطبق للمغرب بمباريات دور المجموعات ٩٦٣ مرة، مقابل ٤٣٥ للاعبات المنتخب الفرنسي.
لن ينجح أي مدرب في كرة القدم إذا لم يفرض أفكاره الفنية على فريقه، ويتشابه رينالد مع رينارد كثيرًا في إصرارهما على قيام كل لاعبة بدورها المتفق عليه على أكمل وجه، وكلاهما لا يسمحان بأي تقصير أو تهاون على أرضية الميدان؛ لأن الخطأ الوحيد كفيل بإنهاء كل شيء.
وأكبر دليل على التزام المنتخب المغربي التكتيكي رفقة المُدرب “رينالد بيدروس”، هو خروجه بشباك نظيفة في مباراتيه الثانية والثالثة بدور المجموعات، بعد التقدم بهدف وحيد، وهو ما كان يعني أن أي هفوة كانت ستنتزع بطاقة التأهل، وهو ما لم يحدث بفضل الوعي الفني والذهني للاعبات المنتخب المغربي، وتنفيذ تعليمات المُدرب الفرنسي على أكمل وجه.
بينما الفكرة ذاتها يُحبذها أيضًا “هيرفي رينارد”، الذي يعتبر واحدًا من أشرس المُدربين في معاملة أي لاعبة تتهاون في تنفيذ تعليماته، لذلك في مباراة دور الـ ١٦ أي منتخب قد يتقدم في النتيجة، سيكون من بالغ الصعوبة أن يُفرط في أفضليته لصالح المنافس، المغرب لم تتنازل عن الأفضلية مرتين، بينما فرنسا استقبلت هدف التعادل بعد التقدم في النتيجة ضد البرازيل 2/1، وحافظت على تقدمها خلال المواجهة ضد بنما 6/3
تجديد الدوافع
من الصفات المشتركة الأبرز بين الرجلين، الذكاء الذي لا جدال عليه في تجديد دوافع اللاعبات خلال البطولات المجمعة، فهيرفي رينارد أثبت إمكانياته حين ربح لقبي كأس أمم أفريقيا CAF رفقة المنتخبين الزامبي عام ٢٠١٢ والإيفواري ٢٠١٥، ولديه خبرة في خلق دوافع جديدة للفرق التي يُشرف على تدريبها داخل البطولة نفسها، بالتقدم في الطريق والارتقاء من دور إلى آخر.
الأمر نفسه تعود “رينالد بيدروس” على فعله، ضمن رحلته مع نادي ليون النسوي، حين قاده لتحقيق لقبين متتاليين لبطولة دوري أبطال أوروبا، موسمي 2018/2019 و2019/2020، ما يعني أنه على دراية جيدة بما يتطلبه الأمر لخلق دوافع جديدة للاعبات المنتخب المغربي، بعد تحقيق الإنجاز الأول بالتأهل إلى الدور الثاني من البطولة.
الاعتماد على الجانب البدني
قبل بداية البطولة، خرج هيرفي رينارد بتصريح مهم عن أهمية الجانب البدني في هذه البطولة “فرنسا دائمًا ما كانت منتخبًا جيدًا وبحظوظ للتتويج، لكن يجب علينا أن نتمتع بحدة أكبر إن أردنا الذهاب بعيدًا. الجانب البدني مهم جدًا والمنتخبات تطورت كثيرًا في هذا الشق وعلينا أن نرفع من نسقنا في هذا الشق”
ومن الواضح أن رينارد قد جهز لاعباته بشكل جيد لخوض هذا النزال البدني في كأس العالم للسيدات، وهو ما شاهدناه في مباراة البرازيل بالتحديد حينما بدا المنتخب الأوروبي قادرًا على الضغط والفوز بجل الالتحامات البدنية في الجزء الأخير من اللقاء.
نفس الأمر ينطبق على لبؤات الأطلس مع رينالد، ولكم أن تسألوا لاعبات المغرب عن العمل البدني الكبير الذي قمن به قبل البطولة لتعرفوا عما نتحدث، وهو الأمر الذي ظهر جليًا أمام منتحب كوريا الجنوبية حينما بدت المغربيات متفوقات بشكل واضح في كل الصراعات الثنائية وأنهين اللقاء بشكل أفضل بكثير من خصمها.
نفس الأمر ينطبق على مباراة كولومبيا، وهو اللقاء الذي بالإضافة إلى الانضباط التكتيكي، كان فيه منتخب المغرب صامدًا بادنيًا وقادرًا باستمرار على التحول بشكل سريع من الوضع الدفاعي للهجومي.
بدنيًا، فرنسا والمغرب كانا من الأفضل في هذه البطولة، ونزال يوم الثلاثاء سيكون أيضًا مثيرًا في هذا السياق.