عبد الكريم علاوي:لتحقيق النجاح في أي مجال أو قطاع، فلا بد أن تتوفر عناصر متداخلة لتحقيقه، فالحديث يجرنا للديربي المراكشي الذي عاد بعد 11 سنة من الغياب، وجمع بين فريق الاتفاق المراكشي بكونه المستضيف والكوكب المراكشي بكونه الضيف لحساب الجولة ال 13 من منافسات القسم الاحترافي الثاني.
*عامل تقني فني:
فالعامل الأول والاساسي لكون المباراة في كرة القدم ، فيتمثل في الجودة التقنية التي تميزت بها المباراة بالرغم من الشح التهديفي (1/0) لصالح الكوكب ، فإن المتتبعبن لهذا اللقاء عبروا عن رضاهم للمستوى الفني الكبير الذي يضاهي مباريات في القسم الاحترافي الأول وهذا نتاج لعمل مستمر منذ انطلاق الاستعدادات لهذا الموسم من طرف الإدارة الفنية للفريقين، فضلا عن شغف اللاعبين لخوض مثل هذه المباريات التي تبقى خالدة في الاذهان ولا تتكرر دائما، إلا في مناسبات استثنائية، فطعم الديربي خاص لدى الجميع.
*عامل الملعب :
بالرغم من استقباله عدد كبير من المباريات خلال الشهر الماضي سواء المباريات الدولية للمنتخبات الافريقية التي استقبلت اقصائيات كأس العالم بارضيته أو مباريات عصبة الأبطال الافريقية للفرق الوطنية وحتى استقبال مباريات القسم الاحترافي الأول بين الرجاء واسفي..بالملعب الكبير لمراكش ،فضل محافظا على جودة العشب والأرضية التي تساهم في تقديم عرض كروي يليق بمستوى الحدث وهذا بفضل الخبرة الكبيرة للمسؤولين على الملعب الكبير لمراكش في مقدمتهم مدير الملعب رشيد النيفي.
*عامل الخبرة الأمنية وتنظيم الأحداث الكبرى .
مما لا شك فيه أن الهاجس الأمني لإنجاح أي تظاهرة كانت رياضية أو فنية وثقافية يطرح دائما على الجهات المنظمة لتمر التظاهرة في أفضل الظروف، فإن الخلية الأمنية بولاية أمن مراكش بقيادة والي أمن مراكش وعلى مدى سنوات إكتسبت تجربة وخبرة كبيرة في تأمين الملتقيات والتظاهرات الرياضية الوطنية والقارية والدولية ، وتأمين الوفود والفرق والمنتخبات المشاركة، فلقاء الديربي المراكشي بين الإتفاق المراكشي والكوكب المراكشي لم يخرج عن هذا المنوال ، بل نجحت السلطات الأمنية بمختلف تلويناتهم من درك ملكي وقوات مساعدة ووقاية مدنية… في تأمين هذه المباراة الهامة التي رسمت صورة حضارية عن كرة القدم المراكشية والوطنية عموما ، وتمثل هذا من خلال الانتشار المحكم للعناصر الأمنية بمختلف شوارع المدينة منذ الساعات الأولى من صباح المباراة وفرض ترتيبات أمنية كبيرة بمحيط الملعب وداخله، والمساهمة في تأمين تنقلات الجماهير قبل وبعد المباراة ،فضلا عن تأمين حافلات الفريقين من وإلى الملعب بشكل احترافي، دون اغفال وضع الخطة الأمنية المتلى قبل كل مباراة من خلال عقد اجتماعات أمنية تنسيقية بين مختلف المصالح، واستحضار جميع المعطيات والفعاليات التي تنظم بمراكش ،منها تزامن المباراة مع اختتام المهرجان الدولي للفيلم وبداية مغادرة المشاركين أرض الوطن.
وبما أن جميع المتدخلين في إنجاح هذا العرس الرياضي لن ننسى العمل الكبير للأمن الخاص الذي يقوده فؤاد رأفت رفقة فريق عمله للمساهمة في عملية التنظيم والولوج للملعب بشكل سلس.
*عامل الجماهير المنضبطة:
مرة أخرى تبرهن الجماهير المراكشية عن حضارتها وتشجيعها للفريق بشكل راقي وتصفق للخصم بكل روح رياضية ، بعيدا عن التعصب والحزازات، فمباراة الديربي كانت نموذج يحتذى به في نقل الصورة الحقيقة عن جماهير الكوكب المراكشي والمراكشيين عموما، وأن ما يحدث بين الفنية والأخرى سوى حالات شادة لا علاقة لها بالمشجع المراكشي الوفي للفريق وللمدينة، فرسم هذا الجمهور صور بديعة بالمدرج الجنوبي وتم نقلها مباشرة عبر شاشات التلفزيون لتكون بذلك رسالة كبيرة لمن يهمهم الأمر للعناية والاهتمام بكرة القدم المراكشية وتقوية فرقها لتحقيق التنافسية الشريفة.