أكد الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، رئيس النيابة العامة، مولاي الحسن الداكي، اليوم الاثنين بالرباط، حرص النيابة العامة على التنفيذ الصارم للمقتضيات القانونية المتعلقة بمكافحة التعذيب والوقاية منه.
وأوضح الداكي، خلال افتتاح دورة تكوينية تنظمها رئاسة النيابة العامة بشراكة مع المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان حول موضوع “البلاغات الفردية بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب”، أن هذا الحرص يتجلى من خلال القيام بزيارات تفقدية لأماكن الحرمان من الحرية، والتثبت من تطبيق المقتضيات القانونية المتعلقة بالفحص الطبي للأشخاص المقدمين إليها بعد الحراسة النظرية، تلقائيا أو بناء على طلب.
وأضاف بمناسبة تنظيم هذه الدورة التكوينية بتعاون مع مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة وبمساهمة مركز جنيف لحوكمة قطاع الأمن احتفالا بالذكرى الـ75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أن حرص النيابة العامة يبرز أيضا من خلال البت في جميع الشكايات المتعلقة بالتعذيب المعروضة عليها، تفعيلا لمقتضيات المادة 12 من اتفاقية مناهضة التعذيب.
وأبرز الداكي أنه يتم أيضا في هذا الصدد، إعداد ونشر دليل استرشادي في مجال مناهضة التعذيب وغيره من أشكال سوء المعاملة موجه لقضاة النيابة العامة وعموم قضاة المملكة ولمختلف الفاعلين في مجال العدالة، يهدف إلى التعريف بالمعايير والآليات الدولية المتعلقة بمنع التعذيب، والإجراءات المتبعة للبحث في ادعاءات التعذيب. وسجل أنه منذ أن أصبح المغرب طرفا في اتفاقية مناهضة التعذيب، شهدت القوانين الوطنية إصلاحات مستمرة، حيث كان من بين ما استهدفته إدماج أحكام هذه الاتفاقية في مقتضياتها، مشيرا إلى أن دستور سنة 2011 يعتبر أهمها.
وأبرز أنه وعيا من رئاسة النيابة العامة بأن تعزيز ضمانات حماية حقوق الإنسان في الدستور المغربي وكذا تقوية انخراط المملكة في المنظومة الدولية لحقوق الإنسان أديا إلى تعاظم مسؤولية كل الأطراف المعنية بمنع التعذيب، فقد انخرطت منذ سنوات في المجهودات الوطنية الرامية إلى الوقاية من التعذيب ومناهضته من خلال اعتماد العديد من التدابير والمبادرات المتمثلة، على الخصوص، في اعتبار الالتزام بمناهضة التعذيب ضمن أولويات السياسة الجنائية.
وفي السياق ذاته، قال الداكي إن تنظيم هذه الدورة التكوينية يأتي في إطار مواصلة تنفيذ برنامج تعزيز قدرات القضاة في مجال حقوق الإنسان من أجل مواكبة قبول المملكة لولاية لجنة مناهضة التعذيب المتعلقة بتلقي الشكايات الفردية والنظر فيها بموجب المادة 22 من الاتفاقية، مضيفا أنه سيتم تنظيم الدورة التكوينية الثانية بمراكش خلال شهر فبراير 2024 .
وأبرز أن برنامج هذه الدورة التكوينية يتضمن دراسة أساليب وطرق عمل لجنة مناهضة التعذيب بمناسبة البت في البلاغات المعروضة عليها، وذلك من خلال ورشات عمل تهدف إلى عرض ومناقشة حالات ونماذج سبق البت فيها من طرف اللجنة المذكورة، مما سيمك ن المشاركين من تعميق معارفهم بشأن عمل اللجنة والسهر على حسن إعمال المقتضيات الحمائية الواردة في الاتفاقية، فضلا عن اكتساب التقنيات والمهارات الأساسية قصد توظيفها بمناسبة التفاعل مع لجنة مناهضة التعذيب، وكذلك عند إعداد الأجوبة والردود بشأن البلاغات التي تهم المملكة.