
وبعدما كان سعر هذا المنتوج لا يتجاوز 80 سنتيما، ارتفع ثمنه بالتقسيط إلى 1,70 درهم وأحيانا درهمين، في حين تراوح ثمنه بالجملة بين 1,40 و 1.45 درهما، وهو ما يعمق ضرب القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة في ظل الزيادات المتواصلة التي تشهدها باقي المواد الأساسية.
ويؤرق هذا الوضع العديد من الأسر المغربية التي تشتكي من غلاء المعيشة، خاصة وأن ارتفاع الأسعار طال العديد من المواد والمنتوجات التي تشكل عنصرا رئيسيا في موائد إفطارهم الرمضانية.
كشف خالد الزعيم، نائب رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي بيض الاستهلاك بالمغرب، أن الإقبال على البيض من طرف المواطنين خصوصا في الأسبوع الأخير من شهر شعبان، والأسبوع الأول من شهر رمضان، تسبب في ارتفاع ثمنه على المستوى الوطني.
وأكد الزعيم أن الثمن الحالي للبيض مرتبط بالمشاكل التي عاناها القطاع خلال جائحة كورونا، حيث عرفت فترة الجائحة ارتفاعا كبيرا للعرض مقابل تراجع الطلب، مما تسبب في خسائر كبير للمنتجين، زادت حدتها مع الحرب الروسية الأكرانية التي أدت إلى ارتفاع المواد الأولية التي تدخل في تربية الدواجن في العالم، وبالتالي ارتفاع تكلفة إنتاج البيض.
وأوضح ذات المتحدث أن هذه المشاكل تسببت في إفلاس العديد من منتجي هذه المادة، فيما اضطر باقي المنتجين إلى خفض إنتاجهم، بنسبة كبيرة بعدما كان يتعدى في العادي 19 مليون بيضة في اليوم.
وفي المقابل، لفت الفاعل ذاته إلى أن سنة 2023 شهدت ارتفاعا في الطلب، ما مكن المنتجين من رفع الإنتاج، مشيرا إلى أن الإنتاج هذه السنة أكثر من السنة الماضية، وهو ما سيساهم في استقرار أسعار البيض خلال الفترة المقبلة، حيث يرتقب أن يتراجع ثمن البيع بالجملة إلى مستوى درهم واحد أو 1,20، على أن يصل إلى المستهلك بـ1.30 درهم.
مطالب بتدخل الحكومة لخفض الأسعار
أكد خالد الإدريسي، الكاتب العام للجمعية الوطنية لتجار وموزعي بيض المائدة بالمغرب، أن ثمن البيض لا يمكن أن ينخفض بدون أي تدخل حكومي في هذا القطاع، وذلك لأن المنتجين فرضوا سياسة تقليل الإنتاج لتسديد ديون جائحة كورونا.
وأوضح الإدريسي أن المنتجين اتفقوا على خفض الإنتاج وتوحيد الثمن، فبعدما كان يتعدى 20 مليون بيضة في اليوم أصبح اليوم لا يتعدى 12 مليون بيضة، وهو الأمر الذي لا يساهم في تراجع الأثمنة، ويؤشر على الزيادة في الثمن مستقبلا، حسب رأيه.
وفي ظل غياب أي تدخل حكومي في القطاع، استبعد المتحدث تراجع الأسعار أو انخفاضها خلال الفترة المقبلة، مطالبا الجهات الوصية بالتدخل من أجل إعادة الأمور إلى نصابها.
الموضوع يصل إلى البرلمان
وصل موضوع ارتفاع أسعار البيض إلى البرلمان بعدما وجهت النائبة فاطمة التامني سؤالا كتابيا بهذا الشأن إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي.
وأكدت النائبة البرلمانية في سؤالها الذي يحمل رقم 15033 أن “استهلاك البيض يتضاعف في شهر رمضان بالنظر لخصوصية المائدة المغربية، إلا أن المغاربة، تفاجؤوا بالزيادات المهولة في سعر البيض بعدما كان لا يتجاوز الثمانين سنتيما، ليرتفع إلى درهمين فما فوق”.
وتساءلت البرلمانية عن التدابير التي تعتزم الوزارة الوصية القيام بها من أجل الحد من الارتفاع الصاروخي للبيض، لاسيما مع حلول شهر رمضان الذي يعرف استهلاكا متزايدا لهذا المنتوج الغذائي.