حذرت عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة من بينها منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وبرنامج الأغذية العالمي من أن السودان يواجه “واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية” في التاريخ الحديث.
ونقل المركز الإعلامي للأمم المتحدة عن إيديم وسورنو نيابة عن منسق الأمم المت حدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، قولها يوم الأربعاء أمام مجلس الأمن إن السودان حيث يلوح شبح المجاعة بعد نحو عام من الحرب، يواجه « واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة »، منددة بتقاعس المجتمع الدولي.
وأضافت « من كل النواحي وحجم الحاجات الإنسانية وعدد النازحين والمهددين بالجوع، يشهد السودان إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة ».
واستنكرت قائلة « يحدث استهزاء إنساني في السودان، خلف ستار من الإهمال والتقاعس الدولي. وببساطة، نحن نخذل الشعب السوداني ».
ويعاني السودان على مدى الأشهر الـ 11 الماضية، من العواقب الإنسانية المدمرة للقتال الذي اندلع في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع. وقد أفادت التقارير بمقتل أكثر من 14,790 شخصا منذ بداية النزاع، وحتى تاريخ 15 مارس.
وقال ماوريتسيو مارتينا نائب مدير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) متحدثا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، إن حجم الجوع في جميع أنحاء السودان يثير قلقا عميقا، حيث من المرجح أن تنزلق بعض المناطق- لا سيما في غرب ووسط دارفور- إلى حالة كارثية من انعدام الأمن الغذائي مع اقتراب موسم العجاف في مايو.
وأضاف أن الصراع يدفع أزمة الجوع هذه، ويقيد الإنتاج الزراعي، ويدمر البنية التحتية الرئيسية وسبل العيش، ويعرقل التدفقات التجارية، ويسبب زيادات حادة في الأسعار، ويقيد وصول المساعدات الإنسانية، ويؤدي إلى نزوح واسع النطاق.
وأوضح أن انتشار القتال وتصاعده يؤثران بشكل مباشر على الأمن الغذائي، خاصة مع وصول الصراع إلى مناطق جديدة، لا سيما في ولايات الجزيرة وسنار والنيل الأبيض، والتي تعد بمثابة سلة الغذاء الرئيسية في السودان.
وقال ماوريتسيو مارتينا إن اقتصاد السودان يعتمد بشكل كبير على القطاع الزراعي – حيث يعمل ما يقرب من 65 بالمائة من سكانه في الزراعة – مشيرا إلى أن الناس الذين نجحوا في إنتاج الغذاء على الرغم من الصراع فإن احتياطاتهم آخذة في النفاد بسرعة، ومن يعتمدون على الأسواق للحصول على الغذاء يعانون من الارتفاع الحاد في الأسعار، أما من يعتمدون على المساعدات الإنسانية فيصعب الوصول إليهم على نحو متزايد.
ومن جانبه قال نائب مدير برنامج الأغذية العالمي كارل سكاو « إذا أردنا الحؤول دون أن يشهد السودان أسوأ أزمة غذائية في العالم، فإن تنسيق الجهود (…) أمر ملح وضروري »، محذرا من انزلاق السودانيين إلى مرحلة المجاعة مع حلول موسم العجاف في مايو.