24 ساعةسلايدرسياسةمجتمع

أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني تسلط الضوء على تجربة تدبير زلزال الحوز

سلط المشاركون في أشغال ندوة علمية حول “تجربة القوات العمومية في تدبير زلزال الحوز”، الضوء على الجهود التي بذلتها مختلف المصالح الأمنية والاجتماعية والإدارية بالمملكة إبان الزلزال الذي ضرب عدة أقاليم بالمملكة في ثامن شتنبر 2023، وذلك ضمن فعاليات الدورة الخامسة لأيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني التي تحتضنها مدينة أكادير من 17 إلى 21 ماي الجاري.

وأبرز المشاركون الأدوار الحاسمة والاستجابة السريعة التي قدمتها المصالح التابعة للأمن الوطني ووزارة الداخلية والقوات المسلحة الملكية ومؤسسة محمد الخامس للتضامن منذ اللحظات الأولى التي تلت الزلزال، وأثرها الإيجابي في التخفيف من وطأة هذه الكارثة الطبيعية على سكان المناطق المتضررة.

 

وفي هذا الصدد، أبرز العامل، مدير الأمن والمستندات بوزارة الداخلية، بلوة العروسي، أن المغرب يتمتع بتجربة طويلة في مجال تدبير الأزمات والكوارث الطبيعية مكنته من الاستجابة بفاعلية كبيرة لهذه الأزمة الاستثنائية التي نجمت عن الزلزال.

وأضاف أن مصالح وزارة الداخلية تعبأت منذ اللحظات الأولى التي أعقبت الكارثة، من خلال إقامة ثلاثة مراكز للقيادة لتنسيق الجهود بين مختلف المصالح والوحدات الأمنية والإدارية، سعيا لإنقاذ الأرواح في مرحلة أولى، ثم التكفل بالضحايا والمتضررين ومواكبتهم لتجاوز التداعيات النفسية والاجتماعية للكارثة، مؤكدا أن استجابة الوزارة ومختلف المتدخلين كانت فعالة ومكنت من تدبير آثار الزلزال على النحو الأمثل.

من جانبه، سلط مسؤول القسم الطبي بمؤسسة محمد الخامس للتضامن، عمر موسى، الضوء على تجربة المؤسسة في الاستجابة للأزمات والكوارث منذ تأسيسها سنة 1999، على الصعيدين الوطني والدولي، مضيفا أن المؤسسة عملت، على غرار باقي المتدخلين، على تنفيذ التعليمات الملكية السامية بالإسراع في مساعدة ضحايا زلزال الحوز، من خلال تعبئتها لكافة إمكانياتها اللوجيستية والبشرية والتنسيق الفعال مع كافة الأطراف المتدخلة.

وأشاد بالتضامن « المنقطع النظير » الذي لمسته مؤسسة محمد الخامس للتضامن من أزيد من 260 جهة مانحة خاصة وعمومية، فضلا عن الإعانات التي قدمتها جمعيات المجتمع المدني، التي أظهرت مرة أخرى قدرة هائلة في مشاركة القوات العمومية في مواجهة آثار الزلزال، مشددا على أن التجربة المغربية إبان الكارثة نالت إعجابا دوليا منقطع النظير.

بدوره، تطرق المقدم جمال الشاكر، عن القوات المسلحة الملكية، إلى مساهمة هذه القوات بوحداتها المختلفة في التعامل مع تداعيات الزلزال، مشيرا إلى أن ميزة التدخل الفوري للقوات المسلحة وقدرتها على التكيف وتوافر مواردها البشرية والمادية واللوجستيكية والأمنية، مكنتها من الاستجابة الفورية والفعالة وتغطية منطقة الكارثة من حيث تقديم المساعدات للمنكوبين.

وأضاف أن نجاح هذا النوع من المهام، التي تتسم باشتباك أدوار العديد من الأطراف المتدخلة المدنية والعسكرية، يتطلب احترام تسلسل قيادي واضح وتنسيق بين هذه الجهات، لافتا إلى أن القوات المسلحة الملكية تتمتع بتجربة وخبرة كافيتين في مجال الاستجابة للأزمات، لاسيما بفضل تمارين إدارة الكوارث المتعددة التي يتم إجراؤها بشكل دوري.

من جهته، استعرض قائد الأمن الممتاز، عبد العالي النوحي، رئيس المجموعة المتنقلة لحفظ النظام بمدينة أكادير، التجربة الميدانية لقيادة قوات حفظ النظام التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، في تدبير زلزال الحوز، إضافة إلى الإطار القانوني الناظم لتحرك القوات التابعة للمديرية العامة للأمن في المناطق المنكوبة، مبرزا أن تراكم تجارب القوات العمومية في تدبير الكوارث الطبيعية مكنها من تحقيق ميزة الجاهزية السريعة تجاه المنطقة المنكوبة.

وتطرق إلى دور وحدات الأمن الوطني في حفظ الأمن العام أثناء الكوارث، وبشكل خاص التصدي لمحاولات السطو على المساعدات الإنسانية الموجهة لضحايا الزلزال، عن طريق تخصيص دوريات راكبة أو راجلة مشتركة مع القوات المساعدة والدرك الملكي لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها بالمناطق المتضررة، مضيفا أن تحرك قوات الأمن الوطني تم ضمن مخطط تنظيم الاستجابة للكوارث ORSEC الذي يهدف إلى خلق تنظيم تشغيلي فعال ودائم لتدبير الأحداث التي تمس السكان بشكل كبير.

من جانبه، أكد القائد الجهوي للدرك الملكي بأكدير، اللواء عبد العالي الدحماني، أن زلزال الحوز أبان عن تعاون مثمر وغير مسبوق بين مختلف الجهات المتدخلة، سواء من طرف القوات المسلحة الملكية أو الدرك الملكي أو الأمن الوطني أو القوات المساعدة، وكذا وزارة الداخلية ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، وذلك عبر مقاربة تصاعدية في الزمان والمكان، هدفها تقديم الدعم لفرق الإنقاذ وطمأنة الساكنة والسهر على أوضاعها.

كما أوضح القائد الجهوي للدرك الملكي بأكادير، أن قوات الدرك الملكي تعاملت بحرفية مع تحدي الوقت عبر التنسيق المحكم البري والجوي، متبنية في ذلك مقاربة قيادية وتسلسلية وتكاملية تضمن الفعالية، مضيفا أن التعبئة التدريجية للقوات المسلحة مكنت من النشر الفوري للوحدات الترابية عبر إقامة جسر جوي لتقييم حجم الأضرار والتوجيه الصائب للمساعدات وحسن إيصالها وتوزيعها، والقيام بعمليات الإخلاء الطبي والمساعدة على تحديد هوية الجثث.

وانطلقت مساء أمس الخميس بأكادير، الدورة الخامسة لأيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني، تحت شعار « الأمن الوطني: مواطنة، مسؤولية وتضامن »، بالتزامن مع تخليد الذكرى الـ68 لتأسيس الأمن الوطني.

وتهدف هذه التظاهرة، الممتدة إلى غاية 21 ماي الجاري، إلى إطلاع الجمهور على كافة المهام التي تضطلع بها مختلف الوحدات والتشكيلات الأمنية واستعراض مختلف التجهيزات والمعدات المتطورة التي تتوفر عليها المديرية العامة للأمن الوطني، من أجل ضمان سلامة الأشخاص والممتلكات والحفاظ على النظام العام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى