تتوقع استطلاعات الرأي أن تحقق الأحزاب اليمينية المتطرفة مكاسب في الانتخابات الأوروبية التي دعي للمشاركة فيها حوالى 370 مليون ناخب في 27 دولة، لكن من المتوقع أيضا أن تحتفظ الأحزاب التقليدية في ألمانيا وأوروبا بالصدارة
تستعد دول الاتحاد الأوروبي في الفترة من 6 إلى 9 يونيو الجاري لإجراء انتخابات البرلمان الأوروبي. وتتوقع استطلاعات الرأي أن يعزز اليمين المتطرف مواقعه في البرلمان الأوروبي، ما سيمنحه تأثيرًا أكبر في رسم السياسات القارية، رغم أن الكفة الراجحة ستبقى بيد القوى التقليدية. ودعي نحو 370 مليون شخص للإدلاء بأصواتهم في الدول الـ27 للاتحاد في الانتخابات لاختيار 720 نائبًا في البرلمان الأوروبي.
وفي حين تظهر استطلاعات الرأي أن أحزاب اليمين المتطرف ستحسن موقعها، لا يزال من المتوقع أن تبقى القوى التقليدية في البرلمان الأوروبي، وهي « حزب الشعب الأوروبي » (اليمين الوسط)، و »الاشتراكيون والديموقراطيون » ذوو الميول اليسارية، ومجموعة « تجديد أوروبا » الوسطية الليبرالية، في الطليعة.
واستبعدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين المرشحة لولاية ثانية في منصبها والمنتمية إلى « حزب الشعب الأوروبي » اليميني وهو الكتلة الرئيسية في البرلمان، التعاون مع مجموعة « الهوية والديموقراطية » المتهمة بأنها حليفة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. غير أنها تركت المجال مفتوحًا أمام إقامة تحالفات مع مجموعة « المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين » بقيادة رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني والتي تضمّ أحزابًا يمينية متطرفة مثل حزب « فوكس » الإسباني وحزب « الاسترداد » الذي يتزعمه الفرنسي إريك زمور.
ميلوني وأوربان يحشدان اليمين المتطرف
اعتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن الانتخابات الأوروبية يمكن أن تشكل « نقطة تحول » بفوز أحزاب اليمين المتطرف، وذلك في التجمع الأخير لحزبها في العاصمة روما. وقالت ميلوني التي يقود حزبها « إخوة إيطاليا » الحكومة منذ أن تصدر نتائج الانتخابات الوطنية في سبتمبر 2022، « لدينا هدف واضح، نريد أن نفعل في بروكسل ما فعلناه في روما ». وأوضحت أنها تريد « بناء حكومة يمينية في أوروبا أيضا وإحالة اليسار بشكل نهائي على المعارضة… بعدما ألحق الكثير من الضرر بقارتنا طوال هذه السنوات ». وقالت ميلوني « نحن عند نقطة تحول ويبدو الأمر بمثابة استفتاء بين رؤيتين متعارضتين لأوروبا ». وتابعت « من ناحية، أوروبا الأيديولوجية والمركزية والعدمية، والتكنوقراطية بشكل متزايد، والأقل ديموقراطية ». وأردفت « من ناحية أخرى، أوروبا الصلبة والشجاعة والفخورة التي لا تنسى جذورها ».
ورئيسة الوزراء الإيطالية هي زعيمة كتلة « المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين »، إحدى المجموعتين اليمينيتين المتطرفتين في البرلمان الأوروبي. أما المجموعة الأخرى فهي كتلة « الهوية والديموقراطية » التي تضم حزب التجمع الوطني الفرنسي بزعامة مارين لوبن، وحزب الرابطة الإيطالي الذي يتزعمه ماتيو سالفيني حليف مليوني. وقد طردت كتلة « الهوية والديموقراطية » حزب البديل من أجل ألمانيا الشهر الماضي بعد سلسلة فضائح تورط فيها النائب ماكسيميليان كراه الذي يجري التحقيق معه لصلاته المشبوهة بروسيا والصين.
في سياق متصل، شارك عشرات الآلاف من المجريين في مسيرة بوسط العاصمة بودابست السبت دعما لرئيس الوزراء القومي فيكتور أوربان الذي يواجه تحديا مفاجئا من وافد سياسي جديد قبل انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة الأسبوع المقبل. ويأمل أوربان الذي يتولى السلطة منذ عام 2010 أن يستفيد حزب تحالف الديمقراطيين الشبان (فيدس) الحاكم، الذي لا يرتبط بأي تكتل في البرلمان الأوروبي، من زيادة التأييد لليمين المتطرف في أنحاء أوروبا بينما يستعد لتولي الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام الحالي.
وأوربان على خلاف منذ فترة طويلة مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بمجموعة من القضايا التي منها رفض إرسال أسلحة إلى كييف والحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع موسكو بعد غزو القوات الروسية لأوكرانيا في عام 2022.
ألمانيا ـ تقدم التحالف المسيحي المحافظ
أما في ألمانيا، فأظهر استطلاع حديث للرأي أن التحالف المسيحي يمكنه أن يتطلع إلى التقدم بفارق كبير عن باقي الأحزاب في انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في البلاد الأسبوع المقبل. وبحسب الاستطلاع الذي أجراه معهد « إنسا » لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من صحيفة « بيلد آم زونتاغ » الصادرة اليوم (الثاني من يونيو)، حصل التحالف المسيحي (المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) على تأييد 29% ممن شملهم الاستطلاع. وحل حزب « البديل من أجل ألمانيا » اليميني الشعبوي في المركز الثاني بنسبة 16%، متقدما على الحزب الاشتراكي الديمقراطي (14%).
وفي الاستطلاع قال 13% من الألمان إنهم يعتزمون التصويت لصالح حزب الخضر، و7% لصالح « تحالف سارا فاغنكنشت »(يسار)، و4% لصالح الحزب الديمقراطي الحر(ليبرالي)، و3% لكل من حزب « اليسار » و »الناخبين الأحرار ». وأظهر استطلاع آخر أجراه معهد « إنفراتست ديماب » بتكليف من شبكة « أ. إر دي » الإعلامية قيما مماثلة يوم الخميس الماضي. ومقارنة بانتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة التي جرت عام 2019، فإن حزب الخضر سيكون الخاسر الأكبر في الانتخابات المقبلة، وفقا للاستطلاع. وكان الخضر حصل آنذاك على 5.20% من أصوات الناخبين، أي بزيادة قدرها 5.7 نقطة مئوية عن الاستطلاع الحالي.