24 ساعةسياسةفن وثقافةمجتمع

اختتام فعاليات مهرجان الملحون والأغنية الوطنية بمراكش وهذا موجز حصيلة دورته التاسعة

أسدل الستار مساء أمس السبت 26 أكتوبر 2024 بمسرح “ميدان” بمراكش عن فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية على إيقاع مختارات موسيقية وخالدات طربية مائزة بنفحات وطنية حملت توقيع الفنان عبد الرفيع بنونة والفنانة سعيدة ضياف رفقة فرقة جسور برئاسة الأستاذ والفنان يوسف قاسمي جمال.

وفي فقرة مفعمة بقيم التضامن والإنسانية تفاعل الجمهور الحاضر بشكل إيجابي مع وصلة موسيقية من أداء أطفال الثلاثي الصبغي ل”مركز ملائكة” الذين أدوا قبسات من النشيد الوطني “إيه دولة المغرب” وترنم الحاضرون على إيقاع أغاني: “فرحة الشعب”، “عيد الحرية”، “رحلة النصر” “يا سلام على المغرب يا سلام” “الحكم الذاتي”، “سمعو يا البحارة” “جاري يا جاري”…
على مدى خمسة أيام (من 22 إلى 26 أكتوبر الجاري) واكب المتتبعون لفعاليات هذه الدورة المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله خمس أماسي موسيقية ملحونية أحيتها النخبة الوطنية لفن الملحون بقيادة المهندس محمد ولي والشيخ الحاج امحمد الملحوني، وتميزت بحضور مكثف للجمهور المراكشي الذي غصت به جنبات مسرح مؤسسة أريحا 2 ومسرح ميدان بنسبة امتلاء عامة ناهزت 95٪، وترسيخا للأبعاد الاجتماعية والإنسانية للمهرجان تم تخصيص صبحية فنية لفائدة نزلاء دار البر والإحسان بمقر المؤسسة.
دأب مهرجان الملحون والأغنية الوطنية على تكريم رموز فنية وقامات علمية قدمت خدمات جليلة ل”ديوان المغاربة”، وفي هذا السياق شكلت الدورة الحالية امتدادا لهذه الفلسفة المشبعة بثقافة الإعتراف، حيث تم الاحتفاء بالمسار العلمي والمعرفي الحافل لفضيلة الأستاذ البحاثة الدكتور عبد العزيز أعمار الذي أثرى خزانة البحث الأكاديمي بعديد الأبحاث والدراسات في الأدب الشفهي وأدب فن الملحون على وجه الخصوص، وسيرا على هذا النهج العرفاني شهدت الآماسي الموسيقية تكريم مجموعة من رجال فن الملحون، فبالإضافة إلى الأمسية الافتتاحية التي حملت إسم “ليلة الدكتور عبد العزيز أعمار”، احتفت الأمسية الملحونية الثانية بالمهندس والمايسترو محمد ولي الدين، فيما حملت الأمسية الثالثة إسم ليلة الأستاذ الباحث محمد بو عابد وليلة الوفاء لروح الشيخ أحمد بدناوي رحمه الله، كما سلم درع الوفاء لكل من الفنانة القديرة ماجدة اليحياوي والفنان المقتدر عبد العالي بريكي نظير مساهمتهما الفعالة في كل دورات المهرجان منذ إطفاء شمعته التأسيسية الأولى، وحظي كل من الأساتذة: نور الدين الصوفي الدرقاوي، أنور أصبان، عبد البر حدادي، كمال أحود بدرع تكريمي لمساهماتهم الجادة في صياغة ومراجعة وتنزيل أشغال الندوات العلمية للمهرجان، إلى جانب الأساتذة: عبد الجليل بوضربة، نور الدين بوسكسو، السلماني المحجوب، وإيمان فارسي.
توجت الدورة التاسعة للمهرجان التي نظمت تحت شعار: “إدراج فن الملحون في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية – تداعيات وتحديات”، بإصدار ثلاثة إصدارات حديثة ذات قيمة علمية وبحثية جادة تنتصر لمقاصد التوثيق لأدب فن الملحون وأعلامه، وهي تتوزع بين مؤلف للسيرة الذاتية موسوم ب”على عتبة التسعين” لفضيلة العلامة عبد الرحمان الملحوني، وكتاب “قصائد الورشان” للأستاذ والباحث السعيد بنفرحي، وكتاب توثيقي تحت عنوان “أحميدة الباهري..رحلة نغم ـ فارس من ذاكرة الأغنية الغيوانية-” من توقيع الباحث والإعلامي أنس الملحوني، كما أثمرت أشغال الندوة العلمية الكبرى التي شارك فيها نخبة من أنجب الباحثين والدارسين إثنتا عشرة مداخلة علمية رصينة ازدانت بها 463 صفحة من العدد المزدوج العاشر والحادي عشر من “مجلة التراث المغربي الأصيل” لسنة 2024 تحت عنوان “احتفالية الذكرى الأولى على إدراج فن الملحون في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لليونسكو”، وخلصت أشغال الندوة العلمية الكبرى إلى مجموعة من التوصيات المهمة التي تشكل خارطة طريق متبصرة لتوثيق الإرث الماضي لأدب فن الملحون وتثمين منجز حاضره في أفق التخطيط المعقلن لاستشراف آفاق مستقبله بآماله وتحدياته، على أن يتم تقاسم هذه التوصيات مع الفاعلين والمتدخلين في الشأن الثقافي للأخذ بمضامينها واستثمار توجهاتها لما فيه صالح أصالة وإبداعية أدب فن الملحون.
وعلى غرار الدورات السابقة تم توثيق مجريات جميع الأنشطة الثقافية ( بما فيها مداخلات توقيع الإصدارات ومداخلات الندوات العلمية والآماسي الموسيقية) وسيتم تعميمها بشكل دوري عبر الصفحتين الرسميتين لموقعي التواصل الاجتماعي “فايس بوك” و”اليوتيوب” الخاصتين بجمعية الشيخ الجيلالي امثيرد، وذلك تنزيلا لأهدافها التثقيفية الرامية إلى إشاعة ثقافة المعرفة وتثمين مقومات الهوية المغربية والتعريف بها عبر أدب فن الملحون، وإتاحة الرصيد الوثائقي لعموم الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي، لما من شأنه أن يساهم في تحقيق تراكم معرفي يعكس المكانة الوضاءة للحضارة المغربية بين الأمم.
وتتطلع جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد تنظيم الدورة العاشرة للمهرجان وفق مصوغات فنية وعلمية مبتكرة وفقرات متجددة تتغيا خدمة الثقافة المغربية من خلال فن الملحون والأغنية الوطنية.
جدير بالذكر نظمت فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية بدعم من المجلس الجماعي لمدينة مراكش، مجلس جهة مراكش، وزارة الشباب الثقافة والتواصل، جامعة القاضي عياض، مدينة اللغات والثقافات، كلية اللغة العربية، مسرح ميدان، مسرح أريحا، جمعية الأطلس الكبير ووسائل الإعلام الوطنية والمحلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى