يجري قادة من حركة حماس محادثات في القاهرة مع مسؤولين أمنيين مصريين لاستكشاف سبل التوصل إلى اتفاق مع اسرائيل يمكن أن يفضي إلى إطلاق سراح الرهائن مقابل سجناء فلسطينيين، وفقاً لما أفادت به الوكالة الألمانية الأحد استناداً إلى مصدر من حماس لم تسميه.
وتعد هذه الزيارة هي الأولى منذ إعلان الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عزمها إحياء الجهود بالتعاون مع قطر ومصر وتركيا للتفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وتسعى حماس إلى التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنها « لن تنتهي إلا بالقضاء على حماس ».
وبلغ عدد قتلى الحرب حسب المصادر الطبية التابعة لحركة حماس، 44 ألفا و300 قتيلا، غالبيتهم من النساء والأطفال. كما تمّ تهجير غالبية سكان القطاع تقريبا البالغ عددهم مليوني شخص، فيما تحولت مناطق واسعة من القطاع الساحلي إلى أنقاض.
واندلعت الحرب عقب هجوم إرهابي في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، حين هاجم مسلحون من حركتي حماس والجهاد الإسلامي بلدات في جنوب إسرائيل. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن ذلك الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1200 شخص، واختطاف أكثر من 250 رهينة.
حماس تنشر فيديو لرهينة إسرائيلي-أمريكي
وقبيل المباحثات الجارية في القاهرة، نشرت حركة حماس السبت تسجيلا مصورا لأحد الرهائن، وهو يحمل الجنسية الإسرائيلية والأمريكية.
والتسجيل الذي تعذّر التحقّق من تاريخ تصويره، يظهر شابا يتحدث بالإنكليزية متوجّها إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وبالعبرية متوجّها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وسمحت عائلة الشاب ويدعى إيدان ألكسندر بإعادة نشر الفيديو.
وقالت والدته خلال تجمع في تل أبيب « هذا الفيديو صدمني إلى حد بعيد. وبعيدا من الأمل الذي يمنحنا إياه، فإنه يظهر إلى أي مدى بات حال إيدان ورهائن آخرين سيئة، إلى أي مدى يصرخون ويأملون بإنقاذهم الآن ».
وأضافت أن نتانياهو اتصل بها و »وعدني بأن ظروف (التوصل إلى) اتفاق باتت قريبة »، لافتة إلى أنها أجابته « إنني . ألجأ اليك، عليك أن تفي بوعدك وتحررهم. إن هذه الدولة قوية بما يكفي لإنهاء الحرب وإعادتهم جميعا بمن فيهم إيدان ».
وتحدث نتانياهو في بيان عن « فيديو من الرعب النفسي العنيف »، مؤكدا أن « إسرائيل تتحرك بعزم وبكل السبل لإعادة » الرهائن.
بينما وصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض شون سافيت الفيديو بأنه « تذكير وحشي بإرهاب حماس »، وتابع بأن « الحرب في غزة يمكنها أن تتوقف غدا ومعاناة الغزيين يمكنها أن تنتهي… إذا وافقت حماس على الإفراج عن الرهائن ».
وجاء في بيان لمنتدى عائلات الرهائن المحتجزين في غزة أنه و »بعد مرور عام على الاتفاق الأول والوحيد، من الواضح للجميع أنه لا يمكن إعادة الرهائن إلا باتفاق ».
توقف المساعدات
على صعيد متصل، قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الأحد إن إيصال المساعدات إلى قطاع غزة من خلال معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية « توقف » لأسباب تتعلق بالسلامة بعد عمليات نهب من عصابات مسلحة من داخل القطاع.
كذلك أعلنت منظمة « وورلد سنترال كيتشن » غير الحكومية مجددا تعليق عملياتها في غزة بعد أن قُتل بضربة إسرائيلية في جنوب القطاع ثلاثة من المتعاونين معها اتّهم الجيش الإسرائيلي أحدهم بالمشاركة في هجوم السابع من أكتوبر.
وأفادت المنظمة الأميركية لوكالة فرانس برس بأن « ثلاثة من مقدمي الخدمات » التابعين لها « كانوا في السيارة » التي استهدفتها غارة إسرائيلية، وأكدت مقتلهم، وهو ما كان قد أعلنه الدفاع المدني في غزة.
في الأول من أبريل، قتل سبعة عاملين في « وورلد سنترال كيتشن » في ضربة إسرائيلية في غزة، ليقر الجيش الاسرائيلي يومها بارتكابه « خطأ كبيرا ».