وحول هذا الموضوع، يؤكد الأستاذ العميد يوسف البحيري بأن هذه الدراسة القانونية الجادة والهامة التي قدمها الباحث محسن مكوار، تندرج في سياق تحليل الاستراتيجية الأمنية للمغرب التي تقوم على التعاون الإقليمي والدولي لمناهضة الجريمة الإرهابية والتهديدات المحتملة وتفكيك الخلايا النائمة. وهو ما جعل لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن تعتبر أن الاستراتيجية المغربية هي شاملة وتضمن الاستقرار الأمني والسياسي بمنطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط. مع العلم أن المقاربة الأمنية تتكامل مع الاستراتيجية الدينية والروحية للمغرب التي تروم نشر القيم الإسلامية المبنية على الاعتدال والوسطيةوالتسامح، من منطلق المكانة الدستورية والسياسية لجلالة الملك بصفته أميرا للمؤمنين وضامنا للأمن الروحي للمجتمع. كما أن الاستراتيجية المغربية لمكافحة جرائم الجماعات الإرهابية تستحضر كذلك بناء دعائم التنمية السوسيو إقتصادية التي تضع المواطن في صلب انشغالاتها واهتمامها من أجل محاربة التهميش والهشاشة والإقصاء، والذي قد تستخدمه الجماعات الإرهابية في توظيف عناصرها قصد مساس السلم الاجتماعي وتهديد بنيان دولة القانون والمجتمع الحداثي.
شهد رحاب ملحقة كلية الحقوق بمراكش صبيحة يومه السبت 14 دجنبر، مناقشة دراسة ميدانية لنيل شهادة ماستر العلوم الجنائية والأمنية تحمل عنوان “مكافحة جرائم الجماعات الإرهابية وأنماطها المستحدثة بالمغرب”، تقدم الباحث والإطار الأمني السابق محسن مكوار، أمام اللجنة العلمية برئاسة الأستاذ العميد يوسف البحيري وعضوية الدكتور أنس الطالبي، والدكتور رشيد بنويني من كلية الحقوق بمراكش، والدكتور إدريس النوازلي المستشار بمحكمة النقض بالرباط.