وعلى مستوى عاصمة النخيل يبقى المشهد السياسي راكداً نوعا ما في ظل أغلبية مستفردة و معارضة محتشمة للغاية بمعظم المجالس المنتخبة.
ومع دنو الإستحقاق الانتخابي المنتظر يتساءل المتتبع للشأن السياسي عن مآل الوضع وهل سيتغير مصير المشهد مستقبلاً ببروز نخبة جديدة أم استمرار لتكريس نفس الوجوه المهيمنة لسنوات .
التسخينات الانتخابية
استأثرت “لمّة” المنصوري امس الجمعة التي جمعت قيادات حزب البام بجهة مراكش آسفي ،باهتمام نظير الانزال الكبير الذي عرفه اللقاء الحزبي والذي اتخذ أبعاداً جديدة في مسألة النوايا السياسية لحزب البام حيث اعتبرت المنصوري “أن طموح بنات وأبناء الحزب خلال الانتخابات التشريعية المقبلة هو المرتبة الأولى لسببين، الأول، لقيادة الحكومة، والثاني، لتنزيل مشروع الاصالة والمعاصرة، معتبرة أن أي شيء يخص التدبير ويمكن أن يساهم في تحقيق اهداف، القيادة الجماعية مرحب به.
و عزز حزب البام جهوده السياسية بالتوغل في نقاط القوة التي تشكل أضلاع الحزب بالجماعات الترابية التابعة لجهة مراكش اسفي بإعتبارها إحدى قلع حزب التراكتور .
ومن جهته استقطب حزب الحركة الشعبية وجوها جديدة في مساره نحو تجديد دماءه و استعادة شعبيته بمدينة النخيل كمحور أساسي في رهانه المحلي لقطع الطريق على احزاب الاغلبية التي أرست قواعد سياسية جديدة و فرضت نفسها خلال المرحلة الاخيرة، ولعل ابرز انتدابات حزب المحجوبي احرضان، هو الوجه البامي السابق البارز بمراكش الحبيب بنطالب الذي كان يعتبر بالامس القريب دينامو ومحرك الجرار من خلال هندسة الخريطة السياسية وخاصة بنفوذ عمالة مراكش ، قبل ان تزف تقارير اعلامية اخبار تفيد بارتدائه لجلباب السنبلة بمراكش في خطوة يبحث من خلالها محمد اوزين الامين العام للحركة في ضخ حركة جديدة في الحزب على مستوى مراكش الى جانب عدد من كفاءاته الشابة والقطاع النسائي حتى يتمكن من الظفر بمقاعد اضافية بجهة مراكش اسفي لتعزيز رصيده في سباق التفاوض الاغلبي.
إجتماعات استباقية لتعبيد الطريق
طفحت على سطح المشهد السياسي بمدينة مراكش، سلسلة من الإجتماعات الحزبية التمهيدية لإرساء معالم اللعبة السياسية الجديدة التي تنبثق من نوايا متباينة و إستراتيجيات مختلفة يحددها الوازع السياسي وفق مشروع مستقبلي .
وعلى الرغم من سرية بعض الإجتماعات الحزبية السابقة لأوانها إلا أن قيمة الإستحقاق المقبل يستحق التشمير على السواعد و رفع سقف الطموحات عاليآ سيما في ظل الانتظارات الكبرى للدولة وفي مقدمتها احتضان المونديال العالمي سنة 2030 حيث لم يخفي حزبا الاصالة و المعاصرة و التجمع الوطني للاحرار نيتهما في قيادة المرحلة المقبلة .
نوايا واضحة لقيادة حكومة المونديال
عبر رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار خلال المجلس الوطني الأخير المنعقد بالرباط عن نية الحزب لتصدر المشهد السياسي مجدداً وقيادة الحكومة لولاية ثانية ولما لا قيادة حكومة المونديال طامحاً لحصد 125 مقعد برلماني معولا على حصيلته الكومية للتي أعتبرها ايجابية و كذلك غلى عذذ منخرطيه الذي يفوق 20000 الف منخرطا و كذلك الارث المكتسب للجماعات الحزبية .
فيما أعلنت فاطمة الزهراء المنصوري ، المنسقة الوطنية للقيادة الجماعية لحزب البام ، صراحة عن نية حزبها الواضحة في قيادة حكومة المونديال حيث أبرزت ذلك في عدة خرجات اعلامية بما في ذلك لقاءها الحزبي الاخير الذي استضافتها بمقر إقامتها بالنخيل وضم قيادات حزبية من أقاليم الجهة مسجلا عودة المهاجري وغياب بنطالب مؤازرة دائما بكوداز و حنيش وعبد الرحمان وافا ورئيس الفريق النيابي البامي أحمد التويزي .
من جهته بدأ نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير التجهيز والماء، مبكرا، بكشف نواياه وطموحه الواضح في قيادة الحكومة التي ستفرزها الانتخابات التشريعية المقبلة 2026، بعدما أكد في لقاء حزبي أطره الليلة الماضية بالعرائش أن “حزب الميزان” يستهدف العودة إلى تصدر المشهد السياسي بالبلاد واضعا كذلك هدفه في قيادة حكومة المونديال.
واختار الأمين العام لحزب الاستقلال أن يعلن عن رغبته القوية في إعادة التنظيم لتصدر المشهد السياسي بالبلاد من دائرته الانتخابية بالعرائش، التي ترشح فيها خلال انتخابات 2021، وتمكن من حجز أحد المقاعد الأربعة لفائدة حزبه.
من جهة اخرى لم تتضح صورة باقي الأحزاب على مستوى جهة مراكش آسفي بما في ذلك أحزاب الاغلبية في التحالف الحكومي حيث تظل الاحتماعات سرية داخل الصالونات السياسية والولائم مع القيادات المركزية قبل توضيح نواياها بصورة علنية.
تصريحات حزبية قد تعصف بالاغلبية الحكومية…
يبدو أن التصريحات والنوايا الصريحة ، والمشروعة للامناء العامين وقيادات احزاب الأغلبية الحكومية ، حول طموحاتهم الصريحة والمباشرة لتصدر الانتخابات التشريعية المقبلة ، قد تعصف بتماسك الاغلبية الحكومية وبميثاق الاغلبية، وخاصة عند استغلال خطاب انتقاد الحكومة نفسها في مسالة البطالة من طرف نزار البركة ، وانتقاد قضايا اخرى مرتبطة بورش الدولة الاجتماعية …
إكراهات اقتصادية واجتماعية تهدد المشاركة الانتخابية
تشكل الإرهاصات الاقتصاديّة والإجتماعية الأخيرة تحديا كبيرا بالنسبة للاحزاب السياسية المغربية لحصد مشاركة انتخابية واسعة ، حيث يتوجس مهتمون من فشل الاحزاب السياسية في إقناع شريحة واسعة من الناخبين بالمشاركة اذ يبقى سؤال العزوف الانتخابي محتملا بالنظر لحجم التطلعات التي ظلت معلقة ولم تشفي غليل الاغلبية زد على ذلك الملفات الحارقة أهمها ورش الدولة الاجتماعية ، تنامي ظاهرة البطالة ..الغلاء المعيشي المرتبط بارتفاع الاسعار…أما على المستوى الجهوي يبقى زلزال الحوز منّ الملفات المطروحة على الطاولة بشدة فضلاً عن الفوارق الإجتماعية المؤثرة بين الجماعات الترابية الى جانب احسن تنفيذ المشاريع المرتبطة بالمونديال .