24 ساعةسلايدرسياسةمجتمع

بوعيدة يكتب: حكومة المونديال الثلاثية الأبعاد..!..

حتماً المونديال ليس إنجازاً حكومياً حتى تتسابقون على قيادة حكومته، هو إنجاز ملك ودولة، تم ربح رِهانه بتصور استراتيجي لمغرب آخر كما أراده جلالته..

السطو على المنجزات أصبح عادة عند البعض، ليس في المونديال فقط بل في مشاريع كبرى..

السؤال المطروح اليوم، ماذا قدمتم؟؟ والسؤال الأهم، من أنتم؟ بلغة القذافي الذي قالها متهكماً على من كانوا يصفقون له..

أنتم لكم تعريف نجده في أحوال الطقس “كل شي معكم بارد”، السياسة، الأحزاب، النقابات، الإعلام، إنه موت معلن لكل الوسائط، وحدها سياستكم تبعث دفئاً في كل شيء حتى في زمن الصقيع..

لا أفهم كيف تحافظ أسعاركم على مؤشراتها في كل الفصول!! هي في الصيف كما في الخريف كما في الشتاء، لا أدري بماذا ستبررون هذا الوفاء المعلن في كل الفصول..
لاحرب الآن ولا وباء، والجفاف قدر من السماء مُستمر تماما كالأسعار..

حكومة المونديال باردة كما هو الحال هذه الأيام في “أوكيمدن” إلا في الغلاء تشعل الحرائق في اللحم والدجاج والبنزين والسمك..

حين يتحول اللحم إلى أُمنية ويرفرف الدجاج عالياً في السماء، فأعلم أن زواج المال بالسياسة أثمر نتائجه بكل أريحية..

الأحزاب الثلاثية الأبعاد استفاقت من سُباتها وهي الآن تعدنا بقيادة المونديال، تختلف اللغة والهدف واحد..
واهم من سيُصدق الشعارات التي ترفع الآن وعينها على المونديال الذي هو مجهود دولة ومؤسسات غير منتخبة..

صعب جداً أن لانعترف ببعض إنجازات حكومتنا الموقرة التي أبهرتنا بها عبر هذه السنوات، فنحن في النهاية مواطنون صالحون نحب الحكومة التي أقسمت أن يظل سعر البنزين ثابتاً لديها، فربما قرأت ثلاثية الثابت والمتحول للشاعر الكبير “ادونيس” واختارت الثابت في شق البنزين رغم تحوله عالمياً..

حكومتنا حكيمة بمصطلح العرب تخاف على صحتنا، فاللحم أحد مسببات “الكُوليسترول” لذا رفعت سعره حتى لانقدر عليه، أما الدجاج والسمك فقد مات والدي رحمه الله دون أن يعرف لهما طعماً، ليس لبخل بل لأن البدو ذاك الزمن يتعففون عن أكلهما ولايقدمونهم للضيوف إطلاقاً..
الآن لو عاد والدي للحياة وأراد أكلهما لتعذر عليه الأمر، فقد وصلا لعنان السماء..

حكومتنا الموقرة اختارت لنا “ريجماً” قاسياً واختارت لمن يتقن الولاء لها احتكار واستيراد كل شيء، بدءاً من اللحم وانتهاءاً بالدجاج، إنه تبادل للأدوار وجزاء لمن يتقنون فن الولاء..

حكومة المونديال هي أكبر خدعة تماماً كما حكومة الكفاءات التي أوصلتنا إلى معدلات قياسية في البطالة والغلاء وقلة ذات اليد..

من قال أنها أحسن حكومة مرت في تاريخ المغرب لم يقرأ التاريخ، ربما ابتدأ عنده مع هذه الحكومة!!
رحم الله عبد الله ابراهيم وعبد الرحيم بوعبيد وبوستة وعلي يعتة وآخرين كبار كانت ذات يوم أصواتهم تصدح في البرلمان بلا ورقة ولا تلعثم..

الآن والآن فقط فهمت أن السياق التاريخي مهم وعلينا قراءته بشكل جيد حتى نستطع فهم هذه الفترة بكل أبعادها لأن لنا فيها جميعاً عبر، للدولة، وللمواطن، وللتاريخ..

وحده هذا الوطن بدون منازع قادر على التحدي، ولنا نحن أن نستوعب الدرس، فالجمع بين المال والسياسة ليس حراماً لكنه يمكن أن يكون عائقاً حقيقياً نحو بناء ديمقراطية حقيقية قوية، إذا لم يكن مؤطراً بإعلام قوي، بنُخب مستقلة، وفوق هذا وذاك بيقظة حقيقية، وفي النهاية المغرب هو من سيُنظم المونديال وليست الحكومة…

 

 

* د.عبد لرحيم بوعيدة /استاذ جامعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى