![](https://marrakechpost.com/wp-content/uploads/2025/02/dc43b16d-d097-4077-bb64-b15584e162be.jpeg)
قراءة تحليلية الجزء الثاني-يحكى أن فيلا هرب من الغابة، فسألوه: لماذا هربت؟ فرد عليهم: لأن الأسد قرر أن يقتل كل الزرافات في الغابة!! فردوا عليه: لكنك فيل ولست زرافة! فقال: أعلم أني فيل، ولست زرافة، ولكن الأسد كلف صديقه الحمار بمتابعة الموضوع !!!
عند الغوص في صفحات التاريخ ، والنظر إلى أسباب تقدم الدول أو اندحارها، نجد أن ذلك كان دائما متعلقا بعاملين إثنين: بنية مجتمعية قوية متوافقة بين “الأصالة والمعاصرة ” وليبرالية إقتصادية حرة، كما أن اندحارها يكون بسبب عدم سيادة القانون وضعف التخطيط مع عدم استقلالية القرار وتنازع المصالح .
منذ سنة 1999 والمغرب يكرس لسياسة التدرج في ترسيخ خارطة طريق الدولة الأمة ، التي تنبني على سبع ركائز :
وعليه فإن الدولة الأمة تقوم على الرؤية البعيدة المدى غير مقترنة لا بأحزاب سياسية معينة أو إيديولوجية ضيقة فعلى العكس من ذلك فهي قائمة على المؤسسات، وهذاما جعل المغرب طيلة 25 عاما الماضية يكون له الصوت المسموع والقدم الثابتة في المجتمع الإقليمي والدولي المتقلب، لأن قوة الديبلوماسية الخارجية تنبثق من قوة الدولة الداخلية ،وما استدعانا للتذكير بهذا هو دخول الأحزاب السياسية في صراع مبكر على ترؤس حكومة 2026 ( التي سموها حكومة المونديال ونسميه نحن مونديال دولة ) في وقت أقل ما يقال عليه أنه غير ملائم ، نظرا للظرفية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد الذي سيزداد تأزما بعد موسم جاف ونظرا لحتمية انتقال الصراع إلى المجالس الترابية في إعاقة تامة للتنمية .. مما سيتوجب النأي على تفكيك البنية المجتمعية السياسية وشحنها بطاقة سلبية احتجاجية سيتغدى منها الشارع العام والعالم الأخر خاصة والوطن مقبل بعد أقل من عام على تنظيم كأس إفريقيا للأمم الذييعتبر نجاحه هو المفتاح الأول في طريق إنجاح نسخة كأس العالم 2030.. فهل يعي الفاعل السياسي هذا ..؟
إن التحالف الحكومي الثلاثي و إسقاطاته العموددية على مجالس الجهات، الأقاليم و الجماعات هو خطيئة فاقت خطيئة تحالف جماعة العدل والإحسان مع التيار الإيراني وإمتداداته ، قاسمهما المشترك أن أفقهما ضيق ، الأول انبنى على التوافق الظرفي والثاني انبنى على العاطفة الشاذة ، فكان الظهار مصيرهما المرتقب .. والمتضرر من هذا هو الوطن و مصالحه الإقتصادية ، الإجتماعية والأمنية ، حيث دائما ما يجد رجل الأمن نفسه امام أخيه المواطن في مواجهة مباشرة تحتمت عليهما معا خوضها تحت عنوان تكسير العظام نتيجة فشل سياسات حكومية أو قطاعية … بل في الآونة الأخيرة يلاحظ أن هذه المواجهة تطورت إلى تمظهرات جديدة وخطيرة جداتستوجب الوقوف عندها طويلا، حيث لاحظنا كيف تطور الأمر من الاحتجاج في الشارع بوجه مكشوف إلى احتجاج عبر وسائل التواصل الاجتماعي عبر أقنعة حساباتية هدفها الضرب في السياسات العمومية كيفما كانت هذه السياسات إيجابية أو سلبية بل شمل هذا الضرب حتى السياسات الوطنية الصحية الحساسةا لمتعلقة بمحاربة الأوبئة آخرها التشكيك في تلقيح الحصبة وترتب عن ذلك وفاة العشرات من الأطفال، و الأخطر من هذا وذاك هو قيامها بتبخيس العمل الأمني خاصة المتعلق بمحاربة التطرف والإرهاب وتكذيب عملياته النوعية، وهذا التحول والإنتقال من نقد الفاعلين السياسيين إلى نقد السياسات العمومية الحساسة ( الأمنية ، الصحية ) يستوجب إدخال هذا السلوك إلى مختبر التحليل السياسي و الاجتماعي قبل التطبيع معه و إنتقاله إلى مستوى أخطر .
إن أحلام الفاعل السياسي و تسويفاته أيام الحملات الانتخابية بوعود وبرامج إقتصادية و إجتماعية غير قابلة للتحقيق هي بمثابة ضرب في المصداقية السياسية للسياسة العامة للبلاد، فخطاب الشعبوية المنتج من نخب المفاهيم و الشعارات (غنعطيو 2500 درهم زيادة للمواطن المغربي وإلى ما شدهاش يجري علينا بالحجر ) سرعان ما يصطدم مع جدران الواقع الصلب بخرسانة مسلحة بأرقام التضخم و البطالة والفقر، فيستدل ليل الأحلام و يسطع نهار الحقيقة ، فيجد المواطن نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما إما إحتجاج على مستوى الواقع أو إحتجاج على مستوى المواقع ، والمتضرر دائما من السلوكين هو الوطن .
كما أشرنا في المقال الأول أن أحزاب الأغلبية ستعقد فيما بينها إجتماعا تصحيحيا يمكن أن تعود من خلاله إلى جادة الصواب ، إلا أن البلاغ الاغلبي الذي صدر عنها أكد أن الصراع سيشتد أكثر بعد إشادة البلاغ في فقرته الأخيرة على فرق المعارضة تلميحا على مضي الحمامة في تحالفها السري G5 ) ) ، وهو ما إلتقطه أبناء حركة لكل الديمقراطيين ، وأرسلوا برقية واضحة من داخل قبة البرلمان (احمد التويزي رئيس الفريق ) مفادها أن حزب البام هو من سيعتلي المشهد السياسي بتوافق تام مع العدالة والتنمية بعد وساطة عبد الله بوانو وضمانات فاطمة الزهراء المنصوري ، وهذا ما يبشر بسقوط حكومة الحمامةقبل نهاية العام الجاري ، فالتحالفات الحزبية أبرمت (حزب الأصالة والمعاصرة + حزب الإستقلال+ حزب العدالة و التنمية ) / (حزب التجمع الوطني للأحرار + حزب الحركة الشعبية + حزب الإتحاد الاشتراكي + حزب الإتحاد الدستوري + حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية ) (ملحوضة pps لازال في ترقب ..) .
أما خطة كيفية إسقاط أخنوش من رئاسة الحكومة قد صودق عليها وعملية تنزيلها بدأت بخطى ثابتة مع توزيع الأدوار بشكل منظم مع الإتفاق عل الإسراع بها قبل موعد الكان ، و الاسئلة المطروحة هنا :