
الصويرة- أكد مؤسس ومدير المهرجان الدولي لروح الثقافات بالصويرة ، هشام دينار، أن حمولة هذا المهرجان الذي أضحى يشكل موعدا سنويا لا محيد عنه ضمن الأجندة الثقافية لمدينة الرياح، وفضاء متميزا للتطابق الثقافي والحوار الفكري، مشددا على أهمية صون وتثمين التنوع الثقافي.
وأبرز دينار، وهو بالمناسبة مقدم بالزاوية القادرية بالصويرة، التوجه البين ثقافي لمدينة الصويرة بغنى تراثها المتنوع، والتي فرضت نفسها على امتداد القرون كملتقى لتبادل التقاليد والطوائف والتعبيرات الثقافية المتعددة.
وأضاف أن هذه النسخة تمثل دعوة للتأمل في العلاقة العميقة بين الروحانية والجمال والأخلاق، مما يعزز مكانة الصويرة كعاصمة عالمية للدبلوماسية الروحية ، كما يتماشى المهرجان مع القيم العالمية التي تتبناها وثيقة الأخوة الإنسانية، الموقعة من قبل البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب، والتي تدعو إلى تعزيز السلام والتفاهم بين الأديان.
وخلص ان هذا المهرجان يعكس الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يدعو دائمًا إلى تعزيز الحوار بين الأديان وترسيخ ثقافة العيش المشترك يضيف دينار.
وتميز اليوم الأول من المهرجان بتنظيم استعراض صوفي جاب أزقة المدينة العتيقة للصويرة، حيث قدمت الفرق الصوفية من مختلف الزوايا عروضا من الإنشاد والرقص الصوفي، إلى جانب مشاركة فرقة “جي فيردياليس سانتو بيطار” من مالقة الإسبانية، مضفية بذلك لمسة أندلسية على هذا الحدث الذي يعكس تقليدا خالصا.
وبالموازاة مع ذلك، احتضن فضاء “دار الصويري” حفلا موسيقيا صوفيا استثنائيا للفرق الفنية للزوايا بالصويرة (حمادشة، عيساوة، أحواش وكناوة) يجمع بين المجموعات الصوفية التي تجسد غنى وتنوع التراث الموسيقي الصويري.
واختتم اليوم الأول من هذه التظاهرة، بأمسية روحية نظمتها الزاوية القادرية بالصويرة، احتفت بالتقاليد الصوفية المغربية من خلال الذكر، والسماع، وقصائد المديح، بمشاركة منشدين من مدن مختلفة.
وبفضل هذه البرمجة الغنية والمتنوعة، يؤكد المهرجان الدولي “روح الثقافات”، المنظم بشراكة بين جمعية شباب الفن الأصيل للسماع والتراث والزاوية القادرية بالصويرة ومؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط ومؤسسة ماتشادو بإشبيلية، مرة أخرى، دوره كجسر بين الثقافات والتقاليد، جاعلا من مدينة الرياح نموذجا حيا للحوار والتعايش المشترك.
وتقترح دورة هذه السنة، المنظمة تحت شعار “روحانياتنا المشتركة .. بين الأخلاق والجمال” إلى غاية 23 فبراير الجاري، حفلات موسيقية، ومساحات للتفكير والحوار حول الروابط العميقة التي تتجاوز الحدود الثقافية والدينية.