
ناقشت ندوة نُظمت الاثنين بمراكش، المخاطر الطبيعية والتقنيات والطرق الحديثة المعتمدة في التعامل معها وتدبيرها.
وتوخت الندوة، التي نظمها مختبر الدراسات حول الموارد والحركية والجاذبية التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض، فتح النقاش بين المتخصصين والباحثين حول طبيعة هذه المخاطر، وطرق تدبيرها، وكذا كيفية بناء ثقافة الوعي والتعايش معها.
وأكد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، عبد الجليل الكريفة، على ضرورة توفر الجماعات الترابية على تصاميم وقائية لتدبير الكوارث سواء الطبيعية أو البشرية، معتبرا أن من شأن هذه التصاميم تمكين الجماعات من الانتقال من تدبير الأزمات إلى تدبير الأخطار قبل وقوعها.
كما أبرز المجهودات المبذولة للحد من المخاطر الطبيعية أو معالجة آثارها بمختلف التراب الوطني، مؤكدا على أهمية التنسيق المحكم بين مختلف القطاعات المعنية من أجل تدبير أفضل لهذه الأخطار.
من جانبه، أشار مدير مختبر الأبحاث حول الموارد والحركية والجاذبية، سعيد بوجروف، إلى أن هناك توقعات بتفاقم المخاطر الطبيعية كالزلازل والفيضانات والجفاف نتيجة التغيرات المناخية والتوسع العمراني السريع، مما يقتضي تطوير التخطيط الاستراتيجي ليشمل الجوانب التقنية والتكنولوجية والرقمية ودعم وتعزيز التكيف مع هذه التغيرات.
من جهته، أبرز رئيس شعبة الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الانسانية بمراكش، عبد العزيز يحياوي، أهمية تفعيل البعد الترابي للتخفيف من الأضرار التي تسببها هذه الكوارث والوقاية من تبعاتها وحماية الأشخاص والممتلكات، علاوة على تقوية قدرات الفاعلين المتدخلين في مراحل الخطر.
وأكد على ضرورة التنسيق بين مختلف المتدخلين وتقييم السياسة الترابية المرتبطة بالبرامج والمشاريع والمخططات لجعلها أكثر فعالية وصمودا أمام هذه الأخطار.
وثمنت باقي التدخلات، المجهودات التي تقوم بها المملكة في تدبير الكوارث الطبيعية، داعية من جهة أخرى، إلى ضرورة تشجيع البحث العلمي في المجال الزراعي لجعل البذور غير مستهلكة بشكل مفرط للمياه، فضلا عن قيام الجماعات الترابية بتشخيص طبيعة المناطق التابعة لنفوذها بهدف إنجاز خرائط تفصيلية لهذه الأخطار.
وتناولت الندوة، التي عرفت مشاركة ثلة من الأساتذة الجامعيين والباحثين والطلبة لمناقشة حلول مبتكرة من شأنها الإسهام في تدبير الكوارث الطبيعية بالمغرب، محاور ذات صلة، على الخصوص، بـ « مظاهر وأثر الأخطار الطبيعية على الإنسان والمجال »، و »تدبير الأخطار الطبيعية بالمغرب بين الماضي والحاضر ».