
في تطور يثير القلق، أطلق أرباب ومستخدمو الحمامات التقليدية بإقليم قلعة السراغنة نداء استغاثة عاجل إلى الجهات المعنية، وذلك بسبب استمرار إغلاق حماماتهم رغم التحسن الملحوظ الذي طرأ على الفرشة المائية بالمنطقة مؤخراً.
ويأتي هذا النداء بعد فترة طويلة من المعاناة تكبدها العاملون في هذا القطاع الحيوي، والذين وجدوا أنفسهم مجبرين على إغلاق أبواب حماماتهم لفترات متقطعة أو مستمرة، بحجة نقص المياه الذي كان يعاني منه الإقليم.
إلا أنه ومع الأمطار الأخيرة التي شهدتها المنطقة، والتي ساهمت بشكل كبير في ارتفاع منسوب المياه وتحسن الفرشة المائية، تفاجأ المهنيون باستمرار قرار الإغلاق أو بتقنين ساعات العمل بشكل يهدد استمرار نشاطهم ومصدر رزقهم.
وقد عبر عدد من أرباب الحمامات ومستخدميها عن استيائهم وتذمرهم الشديدين من هذا الوضع الذي وصفوه بـ “غير المفهوم”، مؤكدين أنهم كانوا يأملون في استئناف نشاطهم بشكل طبيعي بعد تحسن وضعية المياه، خاصة وأن الحمامات التقليدية تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الثقافة المحلية وتلعب دوراً اجتماعياً واقتصادياً هاماً في حياة السكان.
وأوضح المهنيون في تصريحات متفرقة أن استمرار الإغلاق يكبدهم خسائر مادية فادحة، حيث يعجزون عن تغطية مصاريفهم الثابتة من فواتير الكهرباء والماء (رغم وفرته حالياً) وصيانة المنشآت وأجور العاملين.
كما أشاروا إلى أن العديد من الأسر تعتمد بشكل مباشر على هذا القطاع كمصدر وحيد للدخل، وأن استمرار البطالة القسرية يهدد استقرارهم الاجتماعي ويزيد من معاناتهم.
وفي هذا السياق، طالب أرباب ومستخدمو الحمامات بضرورة تدخل السلطات الإقليمية والمحلية بشكل عاجل لرفع هذا “الغموض” وتقديم توضيحات شافية حول أسباب استمرار الإغلاق، وإيجاد حلول عملية ومنصفة تضمن استئناف نشاطهم في أقرب وقت ممكن.
كما ناشد المهنيون الجهات المعنية بضرورة الأخذ بعين الاعتبار الدور الاجتماعي والثقافي الذي تلعبه الحمامات التقليدية في المجتمع المحلي، وضرورة دعم هذا القطاع الذي يواجه صعوبات كبيرة تهدد وجوده واستمراريته. وحذروا من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى إفلاس العديد من الحمامات وتسريح العمال، مما سيضاعف من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية بالإقليم.