
قضت محكمة جزائرية بسجن الكاتب الفرنسي الجزائري صنصال 5 سنوات مع النفاذ بتهم “المساس بوحدة الوطن وإهانة الجيش”. وكان الكاتب قد نفى أي نية للإضرار ببلده مؤكدا حقه في “التعبير عن الرأي”. الحكم لقي تنديدا فرنسيا واسعا.
أصدرت محكمة الدار البيضاء للجنح بالجزائر الخميس (27 مارس) حكما بالسجن خمس سنوات مع النفاذ في حق الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال بتهم عدة منها « المساس بوحدة الوطن ».
وجاء في منطوق حكم القضية « حكمت المحكمة حضوريا ابتدائيا على صنصال بوعلام بالسجن النافذ 5 سنوات وغرامة مالية 500 ألف دينار » أي حوالى 3500 يورو.
وكانت النيابة طالبت خلال المحاكمة التي جرت في 20 مارس/آذار بالسجن 10 سنوات وغرامة مليون دينار (700 يورو) بتهم « المساس بوحدة الوطن وإهانة هيئة نظامية والقيام بممارسات من شأنها الإضرار بالاقتصاد الوطني وحيازة فيديوهات ومنشورات تهدد الأمن والاستقرار الوطني » المنصوص عليها في قانون العقوبات.
وخلال المحاكمة، نفى الكاتب أي نية للإضرار ببلده، معتبرا أنه « مجرد تعبير عن الرأي، كما يفعل أي مواطن جزائري »، مشيرا إلى « عدم إدراكه لما قد تحمله بعض عباراته من مساس بالمؤسسات الوطنية »، بحسب ما أوردت صحيفة « الشروق » الجزائرية.
وجاء توقيف صنصال، البالغ من العمر 76 عاما، في 16 نوفمبر الماضي، فيما كانت قضيته أحد الأسباب وراء تصعيد الأزمة السياسية بين الجزائر وفرنسا.
تنديد فرنسي واسع بالحكم
وسارعت باريس للتنديد بالحكم، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس تأسف للحكم الصادر عن
محكمة جزائرية بحق الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال بالسجن خمس سنوات وتدعو إلى إنهاء ذلك الوضع « بسرعة وعلى نحو يصون الكرامة ».
وكانت الحكومة الفرنسية قد طلبت من السلطات الجزائرية بالأفراج عنه فورا وهو الطلب الذي رفضته السلطات الجزائرية.
كما ندد نواب فرنسيون من جميع الأطياف بشدة الخميس بصدور حكم بالسجن خمس سنوات في الجزائر على الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، أحد أسباب تفاقم الأزمة في العلاقات بين فرنسا والجزائر.
وقالت زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبن، إن إدانة صنصال « هي في الواقع، بالنظر إلى عمره وحالته الصحية، حكم بالسجن مدى الحياة » معتبرة القرار « فضيحة ».
وأضافت « سيبقى هذا وصمة لا تُمحى على النظام الجزائري. في الواقع، بوعلام صنصال هو رهينة النظام الجزائري الذي يستخدمه لإرضاخ فرنسا ».
من جهتها، أكدت ماتيلد بانو من حزب اليسار الراديكالي « فرنسا الأبية »، أن « جريمة الرأي يجب ألا يكون لها وجود. نحن نطالب مرة أخرى بإطلاق سراحه فورًا » كما كتبت على منصة اكس.
وكذلك اعتبر لوران فوكييه، زعيم نواب حزب اليمين « الجمهوريون »، على منصة اكس « إدانة (صنصال) غير عادلة من نظام يكره الحرية »، داعيًا إلى « الخروج من الخضوع للنظام في الجزائر ».
أما رئيس الوزراء السابق غابرييل أتال، رئيس الحزب الرئاسي « النهضة » ومجموعته البرلمانية في الجمعية الوطنية، فقد ندد عبر منصة اكس ب »مهزلة قضائية ».
وكان الروائي بوعلام صنصال الذي وجد نفسه في قلب أزمة غير مسبوقة الخطورة بين فرنسا والجزائر، متهما خصوصا ب »المساس بوحدة الوطن »، بسبب تصريحات، في وسائل إعلام فرنسية يمينية متطرفة، تبنى فيها موقف المغرب الذي يفيد بأن أراضيه بترت لصالح الجزائر تحت الاستعمار الفرنسي.