ويأتي هذا الحدث العلمي البارز بتنظيم من كلية الطب والصيدلة بمراكش، وبدعم من عدد من الهيئات المتخصصة، تحت إشراف الدكتور هشام العطار، أخصائي علم الأمراض التشريحي، الذي أكد في تصريح له أن المؤتمر يهدف إلى نقل الممارسات الطبية في هذا المجال إلى مرحلة جديدة من الدقة والسرعة، بفضل دمج التكنولوجيا الرقمية وأدوات الذكاء الاصطناعي.

ويُعد علم التشريح المرضي أحد الأعمدة الأساسية في منظومة التشخيص الطبي، إذ يعتمد على فحص العينات النسيجية لتحديد طبيعة الآفات المرضية وتصنيف الأورام، وتوجيه القرارات العلاجية، إلى جانب متابعة فعالية العلاجات.

غير أن التطورات الرقمية الأخيرة أحدثت ثورة حقيقية في هذا المجال، ما يُبشّر بمرحلة جديدة من التطوير تعتمد على الرقمنة والتحليل الذكي للبيانات.

ويستعرض المؤتمر أحدث ما توصل إليه هذا التخصص من تقنيات رقمية تشمل رقمنة الشرائح النسيجية وتحليلها باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، مما يتيح تشخيصًا أدق واستشارات عن بُعد مع خبراء عالميين، بالإضافة إلى أرشفة آمنة للبيانات الطبية تُستخدم لأغراض تعليمية وبحثية.

كما سيتناول المؤتمر آفاق التكامل بين المعطيات النسيجية، السريرية والجزيئية، في إطار رؤية طبية جديدة ترتكز على الدقة والتخصص، وتقلّص الفوارق الناتجة عن التقديرات البشرية في التشخيص.

وسيعرف هذا اللقاء العلمي مشاركة نخبة من الأخصائيين والأكاديميين من المغرب، دول إفريقيا، وأوروبا، في جلسات وورشات عمل تهدف إلى تبادل الخبرات، ومواكبة آخر التطورات في الذكاء الاصطناعي الطبي، خصوصًا في التشخيص النسيجي للأمراض.

ويعد هذا المؤتمر فرصة استراتيجية لتعزيز التكوين الطبي المستمر، وبناء شبكة إفريقية قوية من الأطباء المختصين في علم الأمراض التشريحي الرقمي، في أفق تحسين جودة الرعاية الصحية عبر القارة.