
أكدت رئيسة مجلس جماعة الرباط، فتيحة المودني، امس السبت بالرباط، أن المغرب من خلال استعداده لتنظيمه تظاهرات رياضية كبرى، لا سيما كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 لكرة القدم، يكتب فصلا جديدا تشكل فيه الرياضة رافعة حقيقية للتنمية الحضرية.
وأبرزت المودني، خلال لقاء نظمته الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، تحت عنوان « كان 2025 وكأس العالم 2030..تأهيل المدن »، ضمن فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، أن الرباط تشهد، على غرار باقي المدن المستضيفة لهذه الفعاليات المهمة، دينامية حثيثة على مختلف الأصعدة بما يجعلها تتموقع بامتياز على الساحة الدولية.
واستعرضت، في هذا الصدد، مختلف الإمكانات والبنيات التحتية وكذا المشاريع والأوراش الجارية بهذه المدينة التي « توجد في خضم مشروع بناء كبير »، بما يشمل توسيع الشوارع والطرق الرئيسية، وتطوير الأحياء، فضلا عن إعادة تطوير المرافق والملاعب الرياضية، لافتة إلى أن هذه البنيات التحتية ليست مجرد مرافق، بل هي فضاءات تساهم أيضا في الحد من التفاوتات الاجتماعية.
من جهتها، أكدت الأستاذة الباحثة في المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، سناء الجم، أن تنظيم هذه التظاهرات الرياضية الكبرى يعد مناسبة لإبراز المؤهلات التي تزخر بها المملكة والترويج لإمكاناتها الثقافية الهائلة.
وأوضحت أن المغرب يتميز بتفرد نموذجه ومكانته وتاريخه العريق، فضلا عن غنى ثقافته وروافدها ومآثره التاريخية، مشددة على أهمية مواصلة النهوض بالفضاءات العمومية من أجل جعل الزوار يعيشون تجربة الارتباط بالمدينة والتعرف على ثقافة المملكة.
من جانبه، سجل المدير العام لشركة « الرباط تنشيط وتنمية »، إبراهيم شانا، أن هناك تسارعا ملحوظا في الدينامية التي يشهدها المغرب بالموازاة مع الإعلان عن تنظيمه لكأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، مشددا على أن هناك « قناعة سياسية بأن الرياضة رافعة قوية للتنمية والاندماج الاجتماعي وتعزيز وإدماج الشباب في النسيج الحضري ».
وبعدما استعرض خريطة المراكز الرياضية وملاعب القرب التي تتوفر عليها الرباط، لفت السيد شانا إلى أن منشآت المدينة لا تخص فقط كرة القدم، بل تشمل رياضات أخرى فردية وجماعية، مسلطا الضوء على أهمية هذه المكتسبات التي تعزز الروابط الاجتماعية وروح المواطنة والمبادرة لدى الشباب.
بدوره، أبرز مؤسس ورئيس « Tibu Africa »، محمد أمين زرياط، التسارع الذي يشهده المغرب على مستوى تأهيل البنيات التحتية من خلال عدة مشاريع وأوراش، مؤكدا أن المملكة قادرة على أن تتألق وتنجح في تنظيم أي تظاهرة كبرى.
وقد تم خلال هذا اللقاء أيضا تسليط الضوء على إمكانات الرياضة كمحفز لهيكلة السياسات الحضرية، بما في ذلك إعادة تطوير الفضاءات العمومية، ومشاركة المواطنين والتنشيط الثقافي، وكذا استكشاف إمكانات الرياضة كرافعة للتحول الحضري المستدام والمندمج في علاقتها بتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.
ويشارك في الدورة الـ 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ما بين 18 و27 أبريل الجاري، بشراكة مع جهة الرباط-سلا-القنيطرة، وولاية الجهة، 756 عارضا، موزعين بين 292 عارضا مباشرا و464 عارضا بالوكالة، يمثلون 51 بلدا.
ويقترح المعرض، الذي يكرم هذه السنة إمارة الشارقة ويحتفي بمغاربة العالم الذين يساهمون في إشعاع الهوية المغربية التعددية خارج حدودها، باقة واسعة تتجاوز 100 ألف عنوان تشمل كافة مجالات المعرفة ومختلف الأجناس الأدبية.