24 ساعةسلايدرسياسةمجتمع

اعتماد إعلان المؤتمر الوزاري الخامس لمبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية

اختتمت، أمس الأربعاء بمكناس، أشغال المؤتمر الوزاري السنوي الخامس لمبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية، باعتماد إعلان وزراء الفلاحة وممثلي المؤسسات الدولية والإقليمية.

وأكد المسؤولون في هذا الإعلان على أهمية تسريع الانتقال الزراعي نحو نماذج أكثر استدامة ومرونة وشمولا، معتبرين أنه من الضروري تنفيذ استراتيجيات تكيف قوية وضمان تعبئة أكبر للتمويل.

وفي هذا الصدد، اعتمد المسؤولون مجموعة من الالتزامات، وذلك استجابة لقرارات مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29) أو استعدادا لمؤتمر الأطراف « كوب 30 ».

ويتعلق الأمر بالوفاء بالالتزامات وضمان الولوج العادل إلى التمويل المناخي، وتحويل النظم الفلاحية لبلوغ زراعة مستدامة وذكية مناخيا، وتعزيز الأمن الغذائي ودعم الجهات الفاعلة الأكثر هشاشة، فضلا عن تكثيف التعاون الدولي.

وتابع وزراء الفلاحة وممثلي المؤسسات الإقليمية والدولية، في هذا الإعلان، أن « البادرة تعد اليوم ركيزة أساسية لهذا التحول، فهي تحفز على إيجاد حلول ملموسة، من خلال الاستفادة من التقدم العلمي والتكنولوجي »، منوهين بالتقدم المحرز في هذا المجال.

ولتحقيق هذه الغاية، دعوا إلى تعزيز هذه الدينامية، ولا سيما من خلال تطوير خطط للاستثمار الفلاحي القادرة على التكيف مع التغيرات المناخية، وتطوير شراكات استراتيجية لتعبئة التمويل، والنهوض بالترافع الدولي خاصة من خلال مؤتمرات الأطراف المقبلة وفي الهيئات المتخصصة للاتفاقية الإطار.

ومن أجل مواجهة حالة الطوارئ المناخية، دعا هؤلاء المسؤولون إلى تعزيز التكامل بين المبادرات الإقليمية الرئيسية مثل مبادرة أبيدجان، ولجان المناخ الثلاث الإفريقية، التي انبثقت عن قمة مراكش سنة 2016 (لجنة حوض الكونغو، ولجنة منطقة الساحل، ولجنة الدول الجزرية)، مبرزين أن هذا التكامل من شأنه أن يكون في خدمة استراتيجية إفريقية متناسقة وطموحة.

وأكدوا أن الريادة المغربية في مجال التعاون جنوب-جنوب في إفريقيا تشكل مصدر إلهام ورافعة استراتيجية لتعزيز حلول التمويل المبتكرة التي تتكيف مع واقع الفلاحة الإفريقية.

ودعا الإعلان إلى « تكثيف التبادلات والتعاون بين بلدان القارة، وتعزيز نقل التكنولوجيا، وتبادل الممارسات الفضلى، وتعزيز قدرات الفاعلين في المجال الفلاحي ».

وأكد، في هذا الإطار، على أن مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية عليها الاضطلاع بدورها الكامل كمحفز، من خلال تكثيف عدد فضاءات التبادل بين الخبراء وصناع القرار ومن خلال خلق برامج ملموسة لمواكبة وتكوين الفلاحين وتنظيمات المنتجين.

وأشاروا إلى أن تكييف الفلاحة الإفريقية مع تغير المناخ يعد ضرورة حيوية وفرصة استراتيجية، مبرزين أن الأمن الغذائي وخلق فرص الشغل يتطلبان الاستثمار في الزراعة المستدامة والمرنة.

وأكد الإعلان أن « هذا التحول يجب أن يأخذ مجراه فورا وأن يتم دعمه بتمويلات تتناسب مع طموحاتنا. لدينا رؤية مشتركة تتمثل في زراعة حديثة وفعالة ومستدامة، تغذي وتوفر فرص شغل وتحافظ على مواردنا الطبيعية، وتسرع ازدهار القارة ».

كما جدد تأكيد الالتزام بدعم أهداف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والعمل على حماية الفئات الأكثر هشاشة في القارة الإفريقية والحفاظ على الكوكب من أجل الأجيال القادمة.

وقال المسؤولون، في الإعلان، « إننا سنعبر عن إفريقيا بصوت عال خلال مؤتمر الأطراف المقبل (كوب 30)، وندعو المجتمع الدولي إلى الوفاء بالتزاماته ودعم الجهود الإفريقية لتعزيز فلاحة مستدامة ومرنة وشاملة ».

يشار إلى أن هذا المؤتمر يشكل منصة سياسية أساسية تجمع وزراء الفلاحة الأفارقة لتحديد التوجهات الاستراتيجية الرئيسية لمبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية، التي تروم تعزيز هذا التكيف، وهو التحدي الجوهري للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة.

ويشكل الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب 2025، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمشاركة 1500 عارض يمثلون 70 بلدا، موعدا بارزا للسياسات الفلاحية ومحطة هامة لتعزيز التبادلات وتوطيد الشراكات الدولية وتسليط الضوء على الإجابات العملية للتحديات التي يواجهها قطاع الفلاحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى