
في جو من التأثر والوفاء، وبحضور عدد من مناضلي حزب الاستقلال وفعاليات جمعوية وكشفية، أُقيمت مراسيم إحياء أربعينية الراحل سي مصطفى اعبودو، أحد أعمدة الحزب والفاعل الجمعوي المعروف بمدينة مراكش.
وفي كلمة مؤثرة، ألقى يونس بوسكسو، المفتش الإقليمي لحزب الاستقلال بمراكش، كلمة تأبينية استحضر فيها خصال الفقيد، واصفاً إياه بـ”الرجل الصامت العامل، والمناضل النزيه الذي وهب حياته لخدمة الوطن والحزب دون ضجيج أو ادعاء”.
وقال بوسكسو إن “حزب الاستقلال فقد برحيل سي مصطفى مناضلاً بصم مساره السياسي والتنظيمي بالعطاء المتواصل، وبالاستقامة في العمل، والتواضع في السلوك”، مضيفاً أن الراحل “لم يكن من الذين يسعون إلى الأضواء، بل من الذين آمنوا بأن النضال التزام ومسؤولية، وأن العمل الحزبي ليس وسيلة للترقي الشخصي، بل واجب تجاه الوطن والمجتمع”.
وأشار المفتش الإقليمي إلى أن الفقيد بدأ مسيرته في صفوف جمعية الشبيبة المدرسية، ثم في جمعية التربية والتنمية، قبل أن ينخرط في منظمة الكشاف المغربي التي تعلم فيها، كما قال، “معنى الاستعداد الدائم لخدمة الوطن والناس”. واعتبر أن انخراطه المبكر في العمل الجمعوي والتربوي شكّل قاعدة صلبة لمساره النضالي داخل حزب الاستقلال، حيث تقلد مهام تنظيمية متعددة، من الفرع المحلي إلى المكتب الإقليمي، وصولاً إلى المجلس الوطني للحزب.
وأكد بوسكسو أن “الراحل جسّد المعنى العميق لقيم الوفاء، والتضحية، والزهد في ملذات الحياة، مؤمناً بأن العطاء في صمت هو أبلغ تعبير عن حب الوطن”، مشيراً إلى أنه ترك أثراً طيباً في نفوس كل من اشتغلوا معه، وشكّل قدوةً لجيل من الشباب المناضلين الذين تتلمذوا على يديه.
وختم كلمته بالدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة، قائلاً:
“رحم الله سي مصطفى اعبودو، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته الصغيرة والكبيرة الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.”
وتجدر الإشارة إلى أن الراحل كان من أبرز الفاعلين في المشهد الجمعوي بمراكش، حيث ساهم في تأطير الشباب والعمل التربوي، إلى جانب التزامه السياسي الصلب في صفوف حزب الاستقلال، مما جعله يحظى باحترام واسع في أوساط رفاقه وكل من عرفه عن قرب.