
في إطار تعزيز دينامية التفاعل مع قضايا التنمية الترابية المحلية، التي تؤكد عليها المنسقة الوطنية للحزب السيدة الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري، تنظم الأمانة المحلية لحزب الأصالة والمعاصرة بجماعة تمصلوحت ندوة تواصلية علمية مخصصة لتقييم برنامج عمل الجماعة، وذلك بعد مرور ثلاث سنوات على بدء تفعيله، باعتباره الوثيقة المرجعية التي تؤطر التوجهات الاستراتيجية والسياسات التنموية للجماعة خلال الفترة الانتدابية الجارية.
وتأتي هذه المبادرة في سياق حرص الأمانة المحلية للحزب على ممارسة أدوارها التأطيرية والاقتراحية، من خلال الانخراط المسؤول في تقييم السياسات العمومية الترابية، وتقديم مساهمات علمية وعملية من شأنها الإسهام في تحسين وتكييف برنامج العمل الجماعي، بما يستجيب للتحولات الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة، ويعكس تطلعات الساكنة ومتطلبات العدالة المجالية.
وتهدف الندوة إلى خلق فضاء للحوار المؤسساتي والمجتمعي، يجمع مختلف الفاعلين الأكاديميين والمحليين من منتخبين، وممثلي الهيئات المدنية، والمهنيين، والمستثمرين، والساكنة، لتدارس التحديات التي واجهت تنفيذ البرنامج، واقتراح بدائل وتصورات عملية لتعزيز فعاليته وتجاوز معيقات التنزيل، في إطار يحترم مبادئ الحكامة الجيدة، والتخطيط التشاركي، ونجاعة الأداء العمومي المحلي.
كما تمثل هذه المحطة فرصة لإعادة توجيه النقاش العمومي نحو أولويات جماعة تمصلوحت، خصوصًا ما يتعلق بتقوية البنية التحتية، وتوسيع قاعدة الخدمات الأساسية، ودعم الاقتصاد المحلي، في انسجام مع مضامين النموذج التنموي الجديد، ومع التوجهات الوطنية في مجال اللامركزية والتنمية المستدامة.
وتندرج هذه الندوة ضمن برنامج متكامل للتقييم النصف المرحلي لبرنامج عمل جماعة تمصلوحت، حيث يشكل النقاش الأكاديمي والقانوني، إلى جانب استثمار إمكانات الذكاء الاصطناعي وتحليل المعطيات الترابية، مدخلا علميا أساسيا لفهم آليات تقييم السياسات العمومية المحلية، وابتكار سبل جديدة لرصد الاختلالات وتجويد الأداء الجماعي على أسس علمية وواقعية.
وعليه، فإن تنظيم هذه الندوة لا يقتصر على التقييم المرحلي، بل يشكل أيضا لبنة إضافية في مسار إغناء وثيقة برنامج العمل، من خلال توسيع قاعدة التشاور العمومي، وتكريس المقاربة التشاركية كخيار استراتيجي في بناء السياسات الترابية الرشيدة.