عبد الكريم علاوي –يواصل فريق مولودية مراكش لكرة القدم رسم مسار جديد من خلال تنزيل مشروع رياضي متكامل، يهدف إلى إعادة النادي إلى مكانته الطبيعية ضمن الأقسام العليا لـكرة القدم المغربية. هذا الطموح يأتي بعد سنوات من التراجع والتحديات المتعددة، سواء كانت مادية أو بشرية، والتي ساهمت في نزول الفريق إلى أقسام بطولة عصبة مراكش-آسفي، رغم أن المولودية كانت خلال سبعينيات القرن الماضي من أبرز الفرق في القسم الوطني الأول.
ويحمل تاريخ مولودية مراكش بصمات ذهبية، حيث أنجبت العديد من الأسماء اللامعة في تاريخ الكرة الوطنية، مثل عبد الله السماط، أحد أبطال المنتخب الوطني المتوج بـكأس إفريقيا للأمم سنة 1976، وعبد المجيد اللمريس، أحد صناع ملحمة “مكسيكو 1986”.
وبدافع الغيرة على النادي العريق الذي تأسس عام 1948 من طرف مقاومين مغاربة ضد الاستعمار الفرنسي، بادر ثلة من الغيورين، يتقدمهم الرئيس محمد بودهرا ، إلى بعث روح جديدة داخل الفريق، إلى جانب وجوه من المسيرين القدامى، أبرزهم اللاعب السابق رشيد نجاح. هذا الفريق الجديد يعمل على تجاوز فترات التشتت والصراعات التي أدت بالفريق إلى “أقسام الظل”، واضعًا نصب عينيه هدف العودة التدريجية إلى الأضواء.
وقد أسفرت هذه الدينامية الجديدة عن نتائج واعدة، حيث احتل الفريق مراتب مشرفة في القسم الممتاز لعصبة مراكش-آسفي، ما يعزز طموح الصعود إلى قسم الهواة، كخطوة أولى في مسار العودة.
ووضع المكتب المديري الجديد خطة عمل واضحة المعالم، تشمل تعزيز الفريق بلاعبين ذوي خبرة ممن سبق لهم اللعب في القسم الاحترافي الثاني.التعاقد مع مدربين محنكين، كان آخرهم المدرب أكوجيل، خلفا للاطار عبد المالك بلحداد.
تأسيس جمعية لقدامى اللاعبين والمسيرين، وتنظيم لقاءات تكريمية ذات طابع إنساني، فتح قنوات تواصل فعالة مع الجمهور والمحبين، وتعزيز حضور النادي على مستوى الإعلام المحلي.
إبرام اتفاقيات شراكة وتوأمة مع فرق مغربية وأخرى دولية.
جلب مستشهرين وتفعيل آليات تسويق الفريق محليًا ووطنياً.
ورغم ضعف الدعم العمومي، يواصل الفريق العمل والإنجاز بفضل المساهمات الذاتية، خصوصًا من طرف رئيس النادي محمد بودهرة، الذي يُعد الداعم الرئيسي مالياً ومعنوياً للمشروع الرياضي.
ويتطلع جمهور مولودية مراكش إلى رؤية فريقه ضمن النخبة الوطنية إلى جانب فرق مراكشية عريقة مثل الكوكب المراكشي. ويظل الأمل معقودًا على دعم السلطات المحلية والمجالس المنتخبة لإنجاح هذا المشروع الطموح، وإعادة الفريق إلى مكانته اللائقة على خارطة كرة القدم المغربية.
