
في أجواء احتفالية مميزة، انطلقت فعاليات الدورة السادسة والعشرين من مهرجان كناوة وموسيقى العالم بمدينة الصويرة، حيث أكدت نائلة التازي، منتجة المهرجان، في كلمتها الافتتاحية، أن هذا الحدث الثقافي لم يعد مجرد تظاهرة فنية، بل أصبح مشروعًا مجتمعياً يحمل رسالة إنسانية وثقافية عميقة، تُزاوج بين الأصالة والتجديد، وتُعلي من شأن التنوع والتلاقي الحضاري.
كناوة.. من الفلكلور إلى التعبير الكوني
تحت شعار “إرث حي ورؤية نحو المستقبل”، أبرزت التازي أن المهرجان استطاع منذ انطلاقه قبل أكثر من ربع قرن، أن يتجاوز النظرة الفولكلورية الضيقة للتراث الكناوي، ويعيد إليه مكانته كتراث حي يعبر عن مشاعر إنسانية عميقة، ويشكل لغة موسيقية عالمية مفتوحة على كل التأويلات.
وأكدت أن مهرجان كناوة يمثل مختبرًا لتجارب فنية وروحية متنوعة، ومنصة للحوار بين الأجيال والثقافات، مما يعزز مكانته كمحفل ثقافي عالمي يدعو إلى الانفتاح ويحتفي بالاختلاف الخلاق.
التعليم والشراكات.. بوابة الشباب نحو آفاق جديدة
من أبرز ما جاء في كلمة التازي، الإشادة بالشراكات النوعية التي ينسجها المهرجان، وعلى رأسها التعاون مع كلية بيركلي للموسيقى، والذي يتيح للفنانين الشباب فرصًا غير مسبوقة للاستفادة من تكوين موسيقي رفيع المستوى، والانخراط في تجارب فنية وإنسانية غنية.
كما أعلنت عن إطلاق كرسي التقاطعات الثقافية والعولمة، بشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، في خطوة تهدف إلى تعزيز البحث العلمي حول الثقافة الكناوية، من خلال مقاربات متعددة تجمع بين الموسيقى والأنثروبولوجيا والفكر المعاصر.
منتدى حقوق الإنسان.. فضاء للنقاش والتأمل
في وجهه الآخر، يخصص المهرجان دورته الثانية عشرة من منتدى حقوق الإنسان لموضوع “الحركية البشرية والديناميات الثقافية”، وذلك في إطار تفكير جماعي حول قضايا الهجرة والاندماج الثقافي، وإعادة بناء الروابط الاجتماعية في عالم يتغير بوتيرة متسارعة.
فسيفساء موسيقية عالمية في قلب الصويرة
بمشاركة أكثر من 350 فنانًا من 23 دولة، و40 معلم كناوي، تتحول مدينة الصويرة إلى مسرح مفتوح للموسيقى العالمية، حيث تلتقي إيقاعات إفريقيا وآسيا وأوروبا والكاريبي وأمريكا الشمالية، في لحظات احتفالية تستحضر روح الانفتاح والإخاء الإنساني.
الثقافة كجسر إنساني نحو المستقبل
واختتمت نائلة التازي كلمتها بالتأكيد على أن مهرجان كناوة وموسيقى العالم هو دعوة للإيمان العميق بقوة الثقافة كجسر إنساني متين، يجمع بين الشعوب، ويمنح الشباب فضاءً للإبداع والمغامرة، ويجعل من الإرث الكناوي وعدًا متجددًا بالحرية والانفتاح والتجدد.
وأكدت التازي أن هذا النجاح المتواصل ما كان ليتحقق لولا الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيدة بالدعم الملكي الثمين الذي يمنحه للمهرجان، والذي يمثل ركيزة أساسية لرفع مكانة المغرب على الخارطة الثقافية العالمية.