
وخلال الندوة، أكد الكنيدري على الأهمية الرمزية لهذه الدورة، التي تتزامن مع الذكرى الأربعين لتأسيس جمعية الأطلس الكبير، مبرزا دورها على امتداد أربعة عقود في الحفاظ على التراث الثقافي المغربي وتعزيز مكانته لدى الأجيال القادمة. وأضاف أن شعار هذه الدورة يحمل دلالات عميقة على حيوية التراث الشعبي وقدرته على التجدد والتفاعل مع محيطه، مكونا حلقة وصل بين الماضي والحاضر، وحافزا للإبداع المستمر.
وأوضح الكنيدري أن هذه المحطة تشكل كذلك مناسبة لاستحضار مسيرة جمعية الأطلس الكبير، التي حظيت بشرف استقبال ملكي من قبل المغفور له الملك الحسن الثاني، تقديرا لما قدمته من خدمات للحفاظ على التراث وتنشيط المشهد الثقافي الوطني. كما أشار إلى أن الجمعية، التي تشرف على تنظيم المهرجان الوطني للفنون الشعبية، تقف أيضا وراء عدد من التظاهرات الثقافية والرياضية البارزة، من بينها ماراطون مراكش، مكرسة دورها كفاعل محوري على الساحة الثقافية والسياحية لمدينة مراكش.
وكشف رئيس المهرجان عن حضور الصين كضيف شرف هذه السنة، مؤكدا أن هذا الحدث سيسهم في تعزيز الحوار الثقافي وتنشيط التبادل الفني، كما سيقدم للجمهور عروضا مميزة تعزز من التنوع الثقافي للمهرجان، وتعطي للدورة بعدا عالميا مميزا.
وأشار الكنيدري إلى عودة ليلة النجوم، التي ستحييها الفنانة سعيدة شرف يوم 7 يوليوز، تكريما لمسيرتها الحافلة، حيث ستمزج صوتها القوي بالألحان التراثية، مخلدة بذلك الترابط الوثيق بين التراث اللامادي وحاضر الأغنية المغربية.
وأوضح رئيس المهرجان أن قصر البديع سيستقبل العروض الرسمية، بينما ستمتلئ ساحات مراكش الثلاث ـ ساحة مولاي الحسن باب الجديد، ساحة الكركرات بحي المسيرة، وساحة الفن السابع بمنطقة أكدال ـ بالعروض الفنية، مما سيساهم في إيصال التراث إلى القلب اليومي للحياة بمراكش.
وأضاف الكنيدري أن موكب الافتتاح، المزمع تنظيمه يوم الخميس 3 يوليوز، سيعرف مشاركة أكثر من 60 فرقة شعبية من مختلف جهات المملكة، إلى جانب الفرق الموسيقية القادمة من الصين وضيوف من القارة الإفريقية، محولا مراكش إلى ملتقى عالمي للحوار الثقافي والتبادل الحضاري.
وختم رئيس المهرجان مداخلته بالتأكيد على أن الدورة الرابعة والخمسين «للتراث اللامادي في حركة» تشكل تظاهرة جامعة، تكرس مراكش عاصمةً للإبداع التراثي، وحاضنة للذاكرة الحية، ومتكأ للحوار الحضاري، حيث تتفاعل الفنون وتنطق التراث بلغة العصر، وتفتح أبوابها للأجيال القادمة.