غرفة التجارة والصناعة تنظم المنتدى الجهوي الثاني للتجارة بقلعة السراغنة

المنتدى، الذي عُقد تحت شعار: “من أجل تجارة قرب مهيكلة، دامجة ومستدامة”، يمثل جهداً متواصلاً لدعم قطاع تجارة القرب، الذي يُعد من الركائز الأساسية للاقتصاد المحلي، ويهدف إلى المساهمة في هيكلته وتعزيز ديناميته من خلال تبني مقاربات جديدة تدمج الأبعاد الاجتماعية والرقمية والتنظيمية، وتواكب تحديات التغطية الاجتماعية ورقمنة التمويل وتعزيز الاندماج في النسيج الاقتصادي الرسمي.
انطلقت فعاليات المنتدى بكلمة القاها عبد المولى بلوتي نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات للجهة، أكد فيها على أهمية المنتدى كمنصة للحوار البناء بين مختلف الفاعلين، مبرزاً دور الغرفة في مواكبة التجار الصغار والمتوسطين كفاعلين محوريين في تنشيط الدورة الاقتصادية الجهوية.
كما نوّه بتفاعل مختلف الشركاء، من سلطات إقليمية وقطاعات وزارية ومؤسسات مالية، مع دعوة الغرفة لتوحيد الجهود من أجل تأهيل هذا القطاع الحيوي، لا سيما من خلال دعم برامج التكوين، والتمويل، والمواكبة الإدارية.
شهد المنتدى عدداً من المداخلات الهامة، حيث شدد عامل إقليم قلعة السراغنة، سمير اليزيدي، على ضرورة التنسيق بين مختلف المتدخلين من أجل إيجاد حلول ناجعة ومستدامة لمشاكل تجار القرب، مؤكداً على دور الجماعات الترابية في تحسين البنيات التحتية التجارية.
من جهته، أبرز ممثل وزارة الصناعة والتجارة أن البرنامج الوطني لتأهيل تجارة القرب يُعد ورشاً استراتيجياً يحظى بالعناية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيراً إلى عدد من التدابير التي تم اعتمادها لهيكلة هذا القطاع، من بينها الرقمنة وتوسيع قاعدة المستفيدين من التغطية الاجتماعية.
وعبر عبد المولى بلوتي، النائب الأول لرئيس غرفة الصناعة والتجارة والخدمات، عن التحديات اليومية التي تواجه التجار الصغار، من ضعف القدرة الشرائية والمنافسة غير المشروعة إلى تعقيد المساطر الإدارية، مطالباً بإجراءات عملية وملموسة لتيسير ظروف عملهم.
على هامش المنتدى، تم تنظيم رواق مؤسساتي واقتصادي شاركت فيه مجموعة من البنوك والمؤسسات العمومية والخاصة، حيث عرضت خدماتها ومنتجاتها الموجهة لفائدة التجار والمهنيين، في خطوة تهدف إلى ربط جسور التواصل بين الفاعلين الاقتصاديين وممثلي تجارة القرب.
واختتمت أشغال المنتدى بعدد من التوصيات العملية، أبرزها: إطلاق برنامج جهوي للتكوين والمواكبة المستمرة لفائدة تجار القرب؛ تعزيز التنسيق بين الغرف المهنية والجماعات الترابية لتحسين الفضاءات التجارية؛ تطوير آليات تمويل تفضيلي وضمانات مبسطة لتمكين التجار من توسيع أنشطتهم؛ وتسريع وتيرة الرقمنة والتغطية الاجتماعية عبر تبسيط الإجراءات وتشجيع الانخراط الطوعي.
شهدت أشغال المنتدى حضوراً مكثفاً، ضم إلى جانب عامل الإقليم، كلًا من الكاتب العام للعمالة، رئيس قسم الشؤون الداخلية، رئيس المجلس الإقليمي، رئيس المجلس الجماعي لقلعة السراغنة، بالإضافة إلى البرلمانيين، وممثلي مجلس الجهة، وعدد من المنتخبين، ورؤساء المصالح الخارجية، وفعاليات مدنية ومهنية.