
عبد الكريم علاوي- حقق نادي الكوكب المراكشي حلم جماهيره العريضة هذا الموسم، بالصعود إلى القسم الوطني الأول الاحترافي، واضعًا بذلك حدًا لسنوات من المعاناة والانتظار، ومفتتحا عهدا جديدا عنوانه الطموح، الاحتراف، واستعادة المجد الغابر.
الصعود لم يكن وليد الصدفة، بل جاء ثمرة لثورة ناعمة قادها رئيس النادي إدريس حنيفة، الذي أطلق منذ بداية الموسم خطة إصلاح شاملة، همّت جميع المستويات، من التسيير الإداري إلى التأطير التقني والرياضي، في سبيل إعادة الكوكب إلى مصاف الكبار.
في هذا السياق، بادر المكتب المسير إلى هيكلة إدارية متكاملة، توّجت بتعيين زيد بليندة مديرا رياضيا، ومصطفى قندار مديرا تقنيا ، في إطار ضخ دماء شابة تمتلك رؤية واضحة وكفاءة عالية.
وعلى المستوى التقني، منح حنيفة الثقة الكاملة للمدرب رضا حكم، الذي تمكّن من قيادة الفريق إلى الصعود باقتدار، بعد أن أُسندت له صلاحيات واسعة لاختيار طاقمه المساعد، وقيادة المجموعة بتصور فني متكامل.
كما تميز الفريق بدخوله القوي والذكي لسوق الانتقالات، عبر استراتيجية جمعت بين الحفاظ على ركائز الفريق، واستقدام أسماء جديدة دعّمت الصفوف، وساهمت في تحقيق نتائج إيجابية على مدار الموسم.
مواكبة لهذا النجاح الرياضي، أطلق النادي سلسلة من الأوراش الإدارية، تهدف إلى تعزيز استقلالية القرار داخل النادي، وجعل إدارته أكثر احترافية وانفتاحًا على متطلبات التدبير العصري.
ومن بين أبرز المشاريع المستقبلية، مشروع أكاديمية الكوكب المراكشي، التي سيتم تشييدها على مساحة 20 هكتارًا بجنبات الغابة الرياضية بالمحاميد، في إطار شراكة مع جماعة مراكش، وولاية الجهة، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. هذه الأكاديمية تمثل ركيزة أساسية لتكوين جيل جديد من اللاعبين، وتأمين استمرارية التميز الرياضي للفريق.
وبهذا الإنجاز، يدخل الكوكب المراكشي مرحلة جديدة، عنوانها التثبيت ضمن فرق النخبة، والمنافسة على الأدوار الطلائعية في المستقبل القريب، وسط دعم جماهيري كبير، وآمال متزايدة بمواصلة المسار التصاعدي الذي بدأ يُثمر واقعيًا.