انطلقت أول أمس فعاليات القافلة الجهوية لدعم المقاولات الصغرى، بتنظيم من الهيئة المغربية للمقاولات الصغرى بجهة مراكش، وبمشاركة ممثلين عن عدد من المؤسسات الحكومية الداعمة للنسيج المقاولاتي، من بينها غرفة التجارة والصناعة والخدمات بمراكش، والمركز الجهوي للاستثمار، والوكالة الجهوية لإنعاش التشغيل والكفاءات، وهيئة المحاسبين المعتمدين، ومؤسسة دار المقاول التابعة للتجاري وفا بنك، إلى جانب المندوبية الجهوية للإدماج الاقتصادي.
وعرفت القافلة تقديم مجموعة من العروض التفاعلية والمداخلات النوعية التي استعرضت آليات الدعم المتاحة للمقاولات، وسبل تعزيز قدراتها التنافسية، بما يمكّنها من النمو والاندماج الفعّال في الدورة الاقتصادية.
وفي هذا السياق، قدّم الأستاذ عبد العزيز مستاوي، وكيل تأجير حقوق الملكية الفكرية المعتمد لدى المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) والمكتب الأوروبي لبراءات الاختراع، ورئيس اتحاد المخترعين الدوليين، مداخلة محورية تناول فيها أهمية ترسيخ ثقافة الإدارة العليا للإبداع والتميّز داخل المقاولات، والدور المحوري لحماية الملكية الفكرية في دعم الاستثمار وتعزيز استدامته.
وأكد مستاوي أن غياب هذه الثقافة داخل المقاولات، إلى جانب ضعف الممارسات المرتبطة بحماية حقوق الابتكار، يشكّلان عائقًا جوهريًا أمام تحقيق أرباح مستدامة والحفاظ على تموقع تنافسي في السوق. وأضاف أن تسجيل العلامات التجارية، والنماذج الصناعية، والبرمجيات، وبراءات الاختراع، وتأجيرها عبر عقود قانونية مهيكلة، يمثّل ركيزة أساسية لتقوية الاستثمار وفتح آفاقه على الصعيدين المحلي والدولي.
كما أوضح أن التحدي الرئيسي الذي يواجه العديد من المقاولات المغربية لا يتمثل فقط في التمويل، بل في غياب برامج موجّهة لتأطير وتطوير الإدارة العليا للإبداع، مشددًا على ضرورة اعتماد مقاربات احترافية في تدبير الابتكار وحمايته قانونيًا من خلال الآليات الوطنية والدولية المتاحة.
وفي ختام مداخلته، دعا عبد العزيز مستاوي المقاولات الصغرى إلى الاستثمار في قدراتها الإبداعية، والعمل على تسجيل وحماية ابتكاراتها، باعتبار ذلك أساسًا لتحقيق النجاح، والتميّز، والاستدامة في السوق الوطنية، والانفتاح بثقة على الأسواق الإقليمية والعالمية.
