
بقلم: محمد المزابي – منخرط بنادي الوداد الرياضي في الوقت الذي كنا نأمل فيه أن نرى نادينا، الوداد الرياضي، يواصل مساره كواحد من أعمدة كرة القدم المغربية والإفريقية، نجد أنفسنا أمام واقع مؤلم تتراكم فيه الهزائم، ويُغيب فيه الاستقرار، وتذوب فيه ملامح المشروع الرياضي. فما الذي يحدث داخل القلعة الحمراء؟ ومن المسؤول عن الوضع الكارثي الذي يعيشه النادي؟
الإدارة.. قلب الأزمة
لا يمكن الحديث عن أزمة الوداد دون التطرق إلى الجانب الإداري، فالفريق يعاني من فوضى في التسيير وغياب تام للرؤية الاستراتيجية.
التسيير الفردي وغياب الشفافية، إضافة إلى ضعف الحكامة، كلها عوامل غذّت التراجع التقني والمالي، وفتحت الباب على مصراعيه أمام النزاعات الكروية داخل المغرب وخارجه. فهل يُعقل أن نادٍ بتاريخ الوداد يصبح مهددًا بالمنع من الانتدابات بسبب تراكم الديون ونزاعات لم تُحل في وقتها؟
التخبط التقني.. مدربون بلا مشروع
منذ رحيل وليد الركراكي، لم يعرف الفريق طعم الاستقرار. مدربون يتوالون، وكل واحد منهم يحمل مشروعًا مختلفًا لا يُمنح له الوقت الكافي.
هذا الارتباك التقني جعل اللاعبين تائهين فوق أرضية الميدان، دون انسجام أو هوية كروية واضحة. والمحصلة؟ خروج مبكر من المنافسات القارية، وضياع لقب البطولة، وخسارات مؤلمة أمام خصوم أقل مستوى.
اللاعبون.. ضحايا أم متورطون؟
لا يمكن إلقاء كل اللوم على الإدارة فقط. اللاعبون بدورهم مطالبون بتحمل مسؤولياتهم.
فرغم الضغط الجماهيري وظروف التسيير، تبقى روح القميص، والانضباط، والجدية أمورًا غير قابلة للتفاوض.
الفريق بدا في عدة مباريات وكأنه يلعب بلا رغبة ولا طموح، وكأن اسم الوداد لم يعد يلزم أحدًا!
الجمهور.. آخر الحصون
يبقى جمهور الوداد، جمهورًا وفيًا وصامدًا. هو من تحمل مرارة النتائج، وبقي يملأ المدرجات رغم الإحباط والانكسارات.
لكن للأسف، تم تجاهل هذا الجمهور العظيم، وتم إقصاؤه من القرار، في وقت كان يجب أن يكون شريكًا في الإنقاذ لا متفرجًا على الغرق.
إلى أين؟
إن استمرار الوضع الحالي يُهدد كيان النادي ويُسيء إلى تاريخه. لذلك، أدعو من موقعي كمنخرط داخل النادي، إلى ما يلي:
1. عقد جمع عام استثنائي فوري لمحاسبة المسؤولين، وتشكيل إدارة جديدة بكفاءات نزيهة.
2. إطلاق مشروع رياضي احترافي يربط التكوين بنتائج الفريق الأول، بإشراف تقني عالي المستوى.
3. الشفافية التامة في التدبير المالي والإداري، وفتح باب التواصل مع المنخرطين والجماهير.
4. تقييم تجربة التسيير السابقة بجرأة، وتحديد مكامن الخلل بشجاعة.
الوداد ليس ملكًا لأحد، بل هو إرث أجيال. وسنظل نحن، كجمهور ومنخرطين، الدرع الذي يحمي هذا الكيان من العبث والرداءة.
عاش نادي الوداد الرياضي
حرر بالبيضاء في : 06/07/2025
محمد المزابي – منخرط بنادي الوداد الرياضي