
أكد النائب البرلماني يونس بنسليمان، خلال جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس النواب، على أهمية إدماج القطاع الثقافي ضمن الرؤية الاقتصادية الوطنية، مشددًا على أن الثقافة ليست ترفًا أو هامشًا، بل تعد رافعة حقيقية يجب استثمارها لتقوية مساهمة البلاد في الناتج الداخلي الخام.
وفي سؤاله الموجه إلى الحكومة حول “مساهمة الثقافة المغربية في الرفع من نسبة الناتج الداخلي الخام”، أبرز بنسليمان أن المغرب يتميز بثقافة غنية ومتعددة الروافد – أمازيغية، عربية، حسّانية ويهودية – وهو ما يمنحه مؤهلات كبيرة لتطوير صناعة ثقافية وطنية قادرة على خلق القيمة المضافة وتوليد فرص الشغل، خاصة في صفوف الشباب والمبدعين.
وأشار النائب إلى أن الصناعة الثقافية تظل رهينة بغياب الدعم المادي والمؤسساتي، داعيًا إلى تخصيص موارد مالية واضحة ومواكبة حقيقية للفاعلين الثقافيين والمقاولات الناشئة في هذا المجال. كما طالب بضرورة تسهيل ولوج التمويل البنكي بالنسبة للمشاريع الثقافية، واعتماد معايير شفافة لتمويلها وتنميتها على أسس سليمة.
وقال بنسليمان في معرض تعقيبه: “لا يمكن أن نتحدث عن تطور في الصناعة الثقافية دون توفير الإمكانات المادية، وخلق سوق فعلي لترويج المنتوج الثقافي، في احترام تام لخصوصيات كل منطقة مغربية وتقاليدها، مع انفتاح مسؤول على باقي الثقافات والحضارات”.
وشدد البرلماني عن فريق التجمع الوطني للأحرار على أن تحقيق نهضة ثقافية حقيقية يمر عبر رؤية استراتيجية متكاملة، تضمن التوازن بين الهوية الثقافية الوطنية ومتطلبات العصرنة والتنافسية الدولية، داعيًا الحكومة إلى الإسراع في بلورة سياسات عمومية تدمج البُعد الثقافي ضمن أولويات التنمية المستدامة.