
يدخل قطاع النقل السككي بالمغرب مرحلة جديدة من التحديث، مع توقيع المكتب الوطني للسكك الحديدية صفقة كبرى مع الشركة الفرنسية “ألستوم” لاقتناء 18 قطارًا فائق السرعة من الجيل الجديد، وهو مشروع استراتيجي يرتقب أن تكون مدينة مراكش من أبرز المستفيدين منه.
القطارات الجديدة، التي تتميز بتصميم مزدوج الطوابق وسرعة تفوق 300 كيلومتر في الساعة، تأتي استجابة للطلب المتزايد على النقل بين المدن الكبرى، مما سيُحدث تحولًا كبيرًا في تجربة السفر، ويقلص زمن الرحلات بشكل لافت.
وتُراهن مراكش، باعتبارها وجهة سياحية عالمية، على هذا التطور لتعزيز جاذبيتها لدى الزوار المغاربة والأجانب، حيث يُتوقع أن يسهم السفر السريع والمريح في جذب مزيد من السياح إلى المدينة الحمراء، خاصة من مدن مثل الدار البيضاء، الرباط، وفاس.
ويحمل هذا الجيل من القطارات مواصفات تقنية متقدمة، منها، قاطرتان مبتكرتان في كل قطار، عربات مفصلية تُقلل من الاهتزازات والضجيج، بنية خفيفة تُسهم في خفض تكاليف الصيانة بنسبة تصل إلى 30%.
كما يُراعي التصميم الجديد الكفاءة التشغيلية، مع الحرص على ضمان جودة عالية للخدمة وبأسعار تنافسية.
وتندرج هذه الصفقة في إطار رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تحديث شبكة السكك الحديدية، وتحقيق نقلة نوعية في التنقل المستدام، في وقت يواصل فيه المغرب ترسيخ مكانته كأحد أبرز رواد النقل السككي السريع على المستوى الإفريقي.
ويُنتظر أن تُسهم هذه الخطوة في تعزيز الربط بين المدن، وإنعاش الاقتصاد المحلي، وتيسير حركة المواطنين والسياح على حد سواء، مما يُعزز الدور المحوري لمراكش في خريطة التنمية الوطنية.