
في الوقت الذي يُفترض أن تنتعش فيه السياحة الداخلية والخارجية بمدينة مراكش خلال موسم الصيف، مع توفير الظروف الملائمة لتمكين الزوار من عيش تجربة سياحية فريدة في المدينة التي تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم، تفاجأ عدد من السياح والمصطافين بأشغال عمومية متواصلة وسط المدينة وفي شوارعها الرئيسية، ما أثار استياءهم وأثر سلبًا على جودة تجربتهم السياحية.
وتشمل الأشغال الجارية عمليات حفر وإصلاح للطرقات، إلى جانب توسيع الأرصفة وتجديد شبكة الصرف الصحي، ما تسبب في اختناقات مرورية حادة وتعطيل حركة السير، فضلًا عن الضجيج المتواصل للآليات والغبار المنتشر، وهو ما بات يؤرق راحة الزوار والسكان المحليين على حد سواء.
ويقصد السياح مدينة مراكش لقضاء عطلة هادئة والاستمتاع بأجوائها الفريدة، إلا أنهم يجدون أنفسهم وسط ورشات مفتوحة وأصوات حفر متواصلة، تجعل من الصعب حتى الجلوس في مقهى دون صخب وضجيج الأشغال.
ولا شك أن هذه الأشغال تؤثر على إقبال الزبائن على المطاعم والمقاهي، خاصة في فصل الصيف الذي يُعد من أكثر الفترات نشاطًا سياحيًا في المدينة. وهو ما يثير تساؤلات حول عدم تنسيق توقيت الأشغال مع الموسم السياحي، في مشهد يعكس غياب رؤية واضحة لدى الجهات المعنية لتدبير التوازن بين التنمية وتحسين تجربة الزوار.
وتتجدد الانتقادات لهذه الأشغال في مثل هذا الوقت من السنة كلما انطلقت مشاريع وسط المدينة الحمراء، إذ تتصادف دائمًا مع العطلة الصيفية، ما يثير الشكوك حول مدى نجاعة البرمجة الزمنية لهذه المشاريع.
فالأجواء الحارة التي تعرفها مراكش صيفًا، إلى جانب الضجيج والغبار الناتجين عن الأشغال العمومية، تحول دون تمكين الزوار من الاستفادة الكاملة من عطلتهم، في مدينة تُعرف بكونها تتنفس السياحة، وتُعد وجهة مفضلة للراغبين في الراحة والاستجمام.
ومع استمرار الأشغال في قلب المدينة، تتزايد الدعوات لتأجيل مثل هذه المشاريع الكبرى إلى فترات الركود السياحي، حفاظًا على راحة الزوار وصورة مراكش كوجهة سياحية رائدة على الصعيدين الوطني والعالمي.