24 ساعةحوادثسلايدرمجتمع

حرائق الدرادرة تلحق خسائر مادية بالساكنة

لا تزال ألسنة اللهب مشتعلة منذ يوم أمس في منطقة الدرادرة بجماعة باب تازة، إقليم شفشاون، حيث اندلع حريق غابوي مهول أتى على مساحات واسعة من الغطاء النباتي، مخلفاً خسائر مادية جسيمة في صفوف الفلاحين والمربين.

ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها فرق الوقاية المدنية والوحدات العسكرية التي تم استنفارها بشكل عاجل، لا يزال الحريق خارج السيطرة بشكل كامل حتى مساء أمس، بسبب الرياح القوية والحرارة المفرطة التي تسجلها أجواء شمال المملكة خلال هذه الفترة.

وقد أدى انتشار النيران إلى محاصرة عدد من الدواوير، وتسبب في نفوق أغنام وتلف محاصيل زراعية كانت تشكل مصدر رزق أساسي للسكان المحليين. كما نتج عن الحريق انقطاع الطريق الرابطة بين الدرادرة وأقوباع، مما زاد من تعقيد عمليات الإغاثة والإمداد.

ولم تُعلن لحدود الساعة الأسباب الرسمية لاندلاع الحريق، إلا أن المعطيات المتوفرة ترجّح فرضية العوامل المناخية، خاصة ارتفاع درجة الحرارة كأحد الأسباب الرئيسية في اشتعال النيران واتساع رقعتها.

وتعليقا على الموضوع كتب الخبير السياسي محمد بودن على حائط صفحته على “الفايسبوك” أن “حرائق الغابات لم تعد أحداثًا عرضية في زمن الصدمات المناخية، ولا يمكن بلوغ هدف خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45.5% بحلول 2030 في ظل التدهور السنوي للغابات”. وشدد على أن “المسألة البيئية لم يعد منطقيا اعتبارها شأنا ثانويا، بل تتطلب سياسة حكومية عاجلة، شاملة، ومتعددة الأبعاد والقطاعات”، مع التنويه بالنموذج المغربي في إطفاء حرائق الغابات وضرورة الإشادة بجهود القوات العمومية، مؤكدًا أن “الغابة مسؤولية جماعية، والمستوى الأحمر لتدهورها لا يقل خطورة عن الإجهاد المائي”.
وأضاف أن جزءًا كبيرًا من هذه الحرائق يرتبط بالظروف المناخية القاسية، مشددا على أن استباق هذه الكوارث يظل ممكنًا عبر تعزيز آليات التفتيش، وتحسين أنظمة الرصد والإنذار المبكر، وتكثيف جهود التوعية، باعتماد المواطنين كركيزة أساسية للتواصل والتعاون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى