البصمة اللغوية المغربية أنهت خرافات جبروت

محمد فراح-في خضم الحروب الإعلامية الناعمة المتعددة التي تستهدف المغرب، برزت محاولات متعددة لخلق روايات وقصص تهدف إلى التشويش على مؤسسات ورموز الدولة والشخصيات الوطنية، من بين هذه المحاولات ما عرف بتدوينات منصة جبروت ، التي قدمت نفسها بلهجة واثقة، مدعية امتلاك معطيات داخلية ذات حساسية قصوى، غير أن المتأمل في النصوص يكتشف سريعا ثغرات لغوية ومعجمية تكفي وحدها لتقويض مصداقية تلك السرديات الخيالية.
أبرز هذه الثغرات يظهر في استعمال أسماء الشهور:
فقد ورد في السيناريو الأخير التي نشرته المنصة لفظ “جانفي” بدل “يناير” .
كما استعمل لفظ “أغسطس” بدل “غشت” المتداول حصرا في السياق المغربي.
هذا الخلط ليس مجرد تفصيل لغوي عابر، وإنما هو بصمة دالة على هوية الكاتب، إذ إن لفظ “جانفي” شائع في الجزائر وتونس، و”أغسطس” متداول في المشرق العربي، بينما المغرب ينفرد باستعمال تقويم خاص مستمد من الذاكرة اللغوية والتاريخية المحلية (يناير، فبراير، مارس، أبريل، ماي، يونيو، يوليوز، غشت، شتنبر، أكتوبر، نونبر، دجنبر).
إن هذا الانزلاق يكشف أن كاتب روايات “جبروت” لم يكن مغربيا، ولكن على الأرجح وافدا من سياق لغوي مغاير، حاول إسقاط روايته على الواقع المغربي، غير أن عدم إلمامه بالمعجم المحلي فضحه، وهنا تتجلى أهمية التحليل اللغوي الذي بات أداة فعالة في تفكيك الحملات الإعلامية الموجهة ضد المغرب، إذ إن اللغة بما تحمله من مؤشرات بين حروفها تصبح أحيانا أكثر صدقا من أي إدعاء.
إن انهيار روايات “جبروت” عند عتبة “جانفي” و”أغسطس” يبرز بوضوح أن المصداقية الإعلامية ليست فقط رهينة بالمضمون، بل أيضاً بالشكل، فاللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل وإنما هي هوية وسياق وانتماء، وحينما يساء توظيفها في محاولة لاختراق الوعي الوطني تتحول إلى خيط يقود إلى كشف مصدر الرواية ونواياها.
من هذا المنظور، يمكن القول إن منصة جبروت لم تنه نفسها فقط عبر هشاشة معطياتها، ولكن أيضا عبر سقوطها في اختبار الانتماء اللغوي، وهو ما يؤكد أن المغرب في معركته ضد الدعاية الموجهة نحوه يملك سلاحا آخر غير القوة الأمنية والسياسية، يتمثل في الذاكرة اللغوية الجماعية التي تفضح كل دخيل يحاول التنكر في ثوب المغاربة.
وعليه يسدل هذا الشوط من الحرب الناعمة ضد المغرب دون تحقيق مبتغاه الخبيث ، ليؤكد المغاربة أنه عندما تستهدف العائلة الملكية الشريفة لا يقفون عند حدود التحليل اللغوي أو مضمون الروايات بل يردون بالفطرة والوفاء، لأنهم دائما وأبدا مع ملوكهم عبر التاريخ، أوفياء للعهد ومتشبثين بأهداب السدة العالية بالله مهما اشتدت الحملات وكثر العداء.
#الله_الوطن_الملك#
محمد فراح