
أكد وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، أنه بفضل المركب الصناعي الجديد لمحركات الطائرات لمجموعة “سافران”، تستعد الصناعة الوطنية في مجال الطيران، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لاجتياز “مرحلة جديدة حاسمة”.
وأضاف مزور، في كلمة ألقاها بين يدي جلالة الملك، بمناسبة حفل تقديم وإطلاق أشغال بناء مركب صناعي بالنواصر لمحركات الطائرات لمجموعة “سافران”، أن هذا المركب الصناعي الجديد، الذي يعد قاطرة حقيقية، يساهم بكل تأكيد في تغيير مشهد قطاع صناعة الطائرت بالمغرب.
وأبرز الوزير أن هذا المشروع سيضع، أيضا، المنصة الوطنية لصناعة الطيران في طليعة التقدم التكنولوجي، من خلال إدماج أنشطة جديدة، على أعلى مستوى من التعقيد والتطور الصناعي.
وقال إن “مجموعة سافران، الشريك التاريخي للمملكة منذ 25 سنة والفاعل المتميز في الارتقاء بهذه المنصة إلى أعلى مستوى، تجدد اليوم ثقتها في منصة المغرب، من خلال إنجاز مركب مندمج لتجميع، واختبار، وصيانة وإصلاح محركات الطائرات، من الطراز العالمي”.
وأوضح مزور أن المشروع الأول لهذا المركب، الذي يهم إنجاز مصنع للصيانة وإصلاح محركات الطائرات، يأتي تفعيلا لبروتوكول الاتفاق الموقع تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ورئيس الجمهورية الفرنسية، فخامة السيد إيمانويل ماكرون، في أكتوبر 2024.
وأبرز أنه “بطاقة صيانة تبلغ 150 محركا في السنة، يمثل المشروع استثمارا بقيمة 1,3 مليار درهم، وسيسمح بإحداث 600 منصب شغل مباشر في أفق 2030”.
وأضاف أن المشروع الثاني سيمكن المغرب من ولوج النادي المصغر على المستوى العالمي، لمصنعي محركات طائرات الرحلات، موضحا أنه يهم أيضا تطوير مصنع للتجميع والاختبار لمحركات طائرات الرحلات، من نوع لييب 1-أ التي توجد بالطائرات من نوع “ايرباص أ 320 نيو.
وأشار مزور إلى أنه “بطاقة تجميع تبلغ 350 محركا في السنة، سيمكن هذا الاستثمار الذي تبلغ قيمته 2,1 مليار درهم، من خلق 300 منصب شغل عالي التأهيل بحلول 2029”.
وأضاف أن هذا المشروع، الذي يعتبر ثاني موقع إنتاج لمحرك “لييب 1 أ ” على المستوى العالمي، سيمكن من تكريس موقع المملكة بشكل مستدام في سلسلة القيمة العالمية لمصنعي محركات الطائرات، وسيجلب معه مصنعين جدد للمنظومة الوطنية.
وبعدما ذكر بأن صناعة الطيران تجعل من قدرتها على خلق مناصب شغل مستدامة ومؤهلة للشباب، رهانها الأساسي، أشار الوزير إلى أن هذا المركب الصناعي الجديد المندمج من الطراز العالمي، يشكل رمزا لهذا المغرب الصاعد، الذي يتطلع إليه جلالة الملك، والذي يتم بناؤه من طرف شبابه، ومن أجلهم.
وذكر مزور بأنه في أقل من عقدين، وبفضل الاستراتيجيات الطموحة والمتتالية والمتكاملة التي يقودها جلالة الملك، تمكنت المملكة من إنجاز منصة طيران من الطراز العالمي، حيث حقق رقم معاملات صادراتها قفزة هامة، منتقلا من أقل من مليار درهم في 2004، إلى أكثر من 26 مليار درهم في 2024.
وأضاف “وباعتباره محفزا للاستثمارات الوطنية والأجنبية، يضم القطاع اليوم أكثر من 150 فاعلا، بما في ذلك أكبر الفاعلين العالميين”، مؤكدا أن هذا القطاع القوي بمواهبه وكفاءاته عالية التأهيل، يمثل واجهة حقيقية للخبرة الصناعية الوطنية.
وأشار إلى أن هناك 25 ألف كفاءة مغربية، 42 بالمائة منها نساء، يستفيدون من تكوين ممتاز أولي ومستمر، ويعملون يوميا من أجل تعزيز إشعاع منصة الطيران”.
وفي ذات السياق، أبرز مزور الرؤية المستنيرة لجلالة الملك، والتي تحولت المملكة بفضلها إلى وجهة عالمية لا محيد عنها في القطاعات المتطورة، مضيفا أن الرؤية الرائدة لجلالته في مجال التنمية المستدامة، مكنت أيضا من تموقع المملكة كمنصة صناعية تنافسية وخالية من الكربون.
وقال إن التقدم الملحوظ الذي حققته الصناعة الوطنية هو ثمرة سياسة الانفتاح الاقتصادي، التي يدعمها جلالة الملك، والتي توفر إمكانية الولوج المتميز إلى الأسواق الدولية.
وأكد أن هذه الدينامية الصناعية غير المسبوقة، ترتكز أيضا على بنيات تحتية صناعية ولوجستية من الطراز العالمي، على غرار “ميدبارك”، المنصة المندمجة المخصصة لقطاع الطيران، والتي دشنها جلالة الملك في شتنبر 2013.
وأوضح الوزير أن الرأسمال البشري، الذي يوجد في صلب الرؤية الملكية، يشكل محرك هذه الملحمة الصناعية، وذلك بفضل منظومة تكوين متكاملة يسهر جلالة الملك على أن تشمل كامل التراب الوطني، والتي تتلاءم مع الاحتياجات الخاصة للمشاريع الصناعية.
وأكد أن التقدم الذي أحرزته الصناعة الوطنية ينبع أيضا، من الإصلاحات المهيكلة الكبرى التي أطلقها جلالة الملك، والتي ساهمت في ترسيخ مناخ الثقة وتحسين مناخ الأعمال، من أجل تحقيق الاستثمار المنتج، صانع الثروة، ومدر لفرص الشغل للشباب، مؤكدا أن الصناعة الوطنية، بفضل الطموح والإصلاحات والمنظومات التي أطلقها جلالة الملك، تتجه نحو مرحلة جديدة من التميز تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك.