
ويُعقد هذا المؤتمر تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، ما يعكس العناية الموصولة التي يوليها جلالته لقضايا المناخ والتنمية المستدامة، وترسيخ التزام المملكة المغربية بخدمة الأجندة الدولية للانتقال البيئي وحماية الموارد الطبيعية.
ويهدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات والتجارب بين الباحثين وصناع القرار والخبراء الدوليين، واستعراض أحدث الابتكارات والحلول المستدامة لمواجهة التغيرات المناخية التي باتت تهدد النظم البيئية والأمن المائي والغذائي على حد سواء.
اختيار مدينة الصويرة لاحتضان هذا الحدث العالمي لم يكن اعتباطياً، فهي مدينة تجمع بين الإرث التاريخي والتنوع الثقافي والوعي البيئي المتنامي، ما يجعلها نموذجاً ملهماً للمدن المستدامة في مواجهة التحولات المناخية.
ويشكل المؤتمر فرصة لإبراز التجارب المغربية الرائدة في مجالات الاقتصاد الأخضر، الطاقات المتجددة، والحوكمة البيئية، إلى جانب التأكيد على الدور المحوري للمغرب داخل القارة الإفريقية في دعم المبادرات المناخية المشتركة.
على مدى ثلاثة أيام، سيتضمن برنامج المؤتمر ندوات علمية، موائد مستديرة، وورشات تفاعلية بمشاركة شخصيات مرموقة من إفريقيا وأوروبا والعالم العربي.
وستتناول الجلسات العلمية محاور رئيسية مثل الاقتصاد الدائري، إدارة الموارد المائية، استدامة السواحل، الابتكار البيئي، وتمكين الشباب والمجتمع المدني في التحول الأخضر.
وسيُختتم المؤتمر بصياغة توصيات عملية ومخرجات علمية تُرفع إلى المؤسسات الوطنية والدولية المعنية بقضايا الانتقال البيئي والطاقي، بهدف المساهمة في بلورة رؤى مشتركة نحو تنمية مستدامة ومسؤولة.
وفي تصريح صحفي، أكد الدكتور محمد بوهلال، رئيس المركز الدولي للبحث وتعزيز القدرات (CI2RC)، أن “الصويرة أصبحت فضاءً مفتوحاً للحوار البيئي والعلمي، ومختبراً للتفكير الجماعي حول الحلول المبتكرة للتحديات المناخية”.
وأضاف أن “المؤتمر يسعى إلى تعزيز التكامل بين البحث العلمي وصنع القرار السياسي، وإلى إرساء شراكات مستدامة بين إفريقيا وأوروبا والعالم العربي من أجل مواجهة التحديات البيئية العالمية بفعالية ومسؤولية مشتركة”.
يسعى المؤتمر الدولي حول التغيرات المناخية (CI2C – 2025) إلى أن يكون منصة فاعلة للحوار والعمل الجماعي، تتجاوز النقاشات النظرية نحو مبادرات عملية ملموسة تُسهم في بناء مستقبل أخضر ومتوازن للأجيال القادمة.
وباحتضانها لهذا الحدث الدولي، تواصل مدينة الصويرة ترسيخ مكانتها كـ مدينة للسلام والانفتاح والإبداع، وكمركز عالمي للنقاشات البيئية والتنموية الكبرى.