
تجسد توسعة دار الطالبة بالجماعة القروية حد الدرا بإقليم الصويرة نموذجا ملموسا لالتزام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بدعم تمدرس الفتاة القروية ومحاربة الهدر المدرسي في صفوف هذه الشريحة الهشة من المجتمع.
واضطلعت هذه البنية المخصصة للاستقبال والإيواء المحدثة سنة 2003، بدور محوري على مدى سنوات من خلال تمكين آلاف الفتيات المنحدرات من مناطق جبلية ودواوير نائية من مواصلة دراستهن في بيئة ملائمة للاندماج والتفتح والتنمية الذاتية.
وعلاوة على الإيواء، توفر هذه البنية ذات الطابع الاجتماعي والمشيدة على مساحة تقدر بـ2.250 مترا مربعا، للفتيات النزيلات مجموعة من الخدمات من بينها، الاستقبال والمطعمة والدعم البيداغوجي والأنشطة الترفيهية والمواكبة السوسيو-تربوية.
وتضم هذه المؤسسة التي تستفيد منها 193 فتاة يتابعن دراستهن في المستويين الإعدادي والثانوي، كافة المرافق الضرورية لضمان تكفل أفضل بالنزيلات وخاصة المراقد وقاعات الدراسة مجهزة بمواد معلوماتية ودعامات بيداغوجية ومرافق إدارية وصحية ومطبخ وفضاءات مخصصة للأنشطة الثقافية والرياضية.
وانضافت ملحقة جديدة للدار تم تدشينها برسم الموسم الدراسي 2025-2026 في إطار برنامج “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة” للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بقدرة استيعابية إضافية تمكن من توسيع الولوج للخدمات الأساسية والاستجابة للطلب المتزايد للأسر بهذه الرقعة من التراب الوطني.
وبحسب قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الصويرة، تندرج هذه العملية في إطار برنامج واسع يهم توسيع ثلاث دور للطالبة والطالب تغطي جماعات أوناغة وحد الدرا وبيزضاض.
ويستفيد من هذا المشروع الذي رصد له غلاف مالي يقدر بـ5,93 مليون درهم، 627 تلميذا، مما يعزز الجهود المبذولة على المستوى الإقليمي لدعم التمدرس بالعالم القروي ومحاربة الهدر المدرسي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشادت مديرة دار الطالبة بحد الدرا، فاطمة لوخال، بـ”المساهمة الفعالة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي مكنت من تعزيز الطاقة الاستيعابية لهذه المؤسسة وتحسين جودة الخدمات المقدمة للنزيلات”.
وأبرزت أن هذه “التوسعة تشكل مساهمة كبيرة لدعم تمدرس الفتاة القروية، وتتيح لها بيئة ملائمة للتعلم الآمن والملائم وتشجيعها على مواصلة مسارها الدراسي في أفضل الظروف”.
من جانبه، عبر عبد الفتاح الهزطا، رئيس الجمعية المكلفة بتسيير هذه المؤسسة، عن امتنانه للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على دعمها المتواصل، مذكرا بأن دار الطالبة بحد الدرا تسجل كل سنة طلبا متزايدا.
وقال “بفضل الدعم المهم للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية أصبحنا نتوفر على ملحقة جديدة عصرية، مما مكننا من استقبال المزيد من الفتيات وتلبية انتظارات الأسر القروية التي تعول على هذه البنية لضمان تمدرس أبنائهم”.
من جهتها، نوهت فاطمة الزهراء شوقي، تلميذة بالسنة الثانية باكالوريا، بهذه “الفرصة الجميلة” التي “أتاحت لعدد كبير من الفتيات القرويات مواصلة دراستهن في أفضل الظروف، دون اكتراث لإكراهات النقل والبعد الجغرافي”.
بدورها، أكدت التلميذة شيماء متوكل، على أهمية هذه البنية في مواكبة الفتيات القرويات طيلة مشوارهن الدراسي، مضيفة أن “دار الطالبة منحتنا إطار عيش آمن مكننا من التركيز على تحقيق أهدافنا الدراسية والحلم بمستقبل أفضل”.
وعلى غرار بنيات مماثلة على مستوى إقليم الصويرة، تشكل دار الطالبة بحد الدرا تجسيدا عمليا للتفعيل الناجح لأهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ومن خلال توفير بيئة مناسبة للفتيات القرويات لمواصلة دراستهن، تعمل هذه البنية الأساسية على تعزيز بناء جيل قادر على المشاركة الفعالة في تنمية مجتمعه، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة وتعزيز المساواة بين الجنسين.


