
نظمت المكتبة الوسائطية الكدية بمراكش من خلال نادي القراءة بتاريخ 5 نونبر الجاري، مناقشة لكتاب “المرأة المغربية والتاريخ الوطني.. إشكالية الفعل النسائي بين التاريخ العام والتاريخ المدرسي” للباحثة المغربية الدكتورة السعدية ابن محمود، أطّرتها الأستاذة مريم غامر، وذلك في إطار برنامج ثقافي يروم ترسيخ ثقافة القراءة والنقاش المعرفي.
استهلت الأستاذة مريم غامر اللقاء بتقديم تعريف موجز بصاحبة الكتاب، الدكتورة السعدية ابن محمود، وهي أكاديمية مغربية حاصلة على دكتوراه الدولة في علوم التربية، مهتمة بقضايا المرأة والطفل والتاريخ النسائي وحقوق الإنسان، صدر لها أيضًا كتاب بعنوان “دور الكتاب المدرسي في نشر ثقافة حقوق الإنسان”.
توقفت الأستاذة المؤطرة مريم غامر عند البنية العامة للكتاب الذي يتكون من خمسة فصول، تناولت في أولها موضوع “المرأة والفعل السياسي في مغرب العصر الوسيط”، من خلال نموذجين بارزين: كنزة الأوربية التي ساهمت بدورها غير المباشر في تثبيت الدولة الإدريسية، وزينب النفزاوية التي لعبت دورًا رياديًا في بناء الدولة المرابطية بذكائها وفطنتها.
أما الفصل الثاني المعنون بـ “المرأة والسياسة في تاريخ المغرب الحديث بين الفعل المباشر وغير المباشر”، فقد ركز على تجربتي السيدة الحرة، حاكمة تطوان، باعتبارها المرأة الوحيدة التي حكمت منطقة بالمغرب الإسلامي حكمًا فرديًا، وخناتة بنت بكار التي تميزت بدورها في الدولة العلوية إبان فترة حكم المولى اسماعيل لما كانت تتمتع به من علم ورزانة ودهاء سياسي.
وفي الفصل الثالث، المعنون بـ “المرأة المغربية والفعل السياسي في تاريخ المغرب المعاصر”، استعرضت المؤلفة حضور المرأة في المقاومة المسلحة (1912-1934) ودورها في الكفاح الوطني، من خلال التنظيمات النسائية والعمل السياسي والنضالي إلى جانب الرجل، وصولًا إلى المسيرة الخضراء التي جسدت رمزًا وطنيًا للمشاركة النسائية في الدفاع عن الوحدة الترابية.
أما الفصل الرابع، المعنون بـ “بعض مظاهر نهضة المرأة وعواملها في المغرب المعاصر”، فقد بينت الكاتبة أن هذه النهضة جاءت نتيجة عوامل داخلية كتشجيع تعليم الفتيات، وعوامل خارجية مثل تأثر المغرب بحركات التحرر في المشرق وبالحركات النسائية في الغرب.
وفي الفصل الخامس والأخير “المرأة المغربية والتاريخ المدرسي: غياب أم تغييب؟”، أوضحت الباحثة أن تغييب الفعل النسائي في السرد التاريخي ظاهرة عالمية تعود إلى ذكورية القلم التاريخي وإلى تركيز الكتابات على الزعامات السياسية، مما أدى إلى حضور محتشم للمرأة في المقررات الدراسية، لا يعكس مكانتها الفعلية في التاريخ الوطني.
واختتم اللقاء بتدخلاتٍ نوعية من الحاضرين الذين تداولوا حول موضوع الكتاب في أبعاده الفكرية والتاريخية والتربوية، رابطين بين ماضي المرأة المغربية وحاضرها الواعد، في استشرافٍ لمستقبلٍ أكثر إشراقًا للمرأة المغربية باعتبارها فاعلًا أساسيًا في مسار التنمية والنهضة المجتمعية.



