
يشكّل منتزه مولاي الحسن بباب الجديد واحداً من أهم الفضاءات الرياضية المفتوحة بمدينة مراكش، وملاذاً يومياً للعشرات من الشباب والرياضيين وممارسي كرة القدم، ممن يجدون فيه متنفساً أساسياً داخل نسيج حضري يزداد ازدحاماً بمرور السنوات. ورغم هذه الأهمية، يواصل المنتزه مواجهة اختلالات واضحة على مستوى البنية التحتية وصيانة الملاعب، ما دفع عدداً من الجمعيات والفعاليات الرياضية إلى تجديد نداءاتها للجهات المنتخبة قصد التدخل العاجل.
تؤكد الجمعيات النشيطة في المجال الرياضي أن ملاعب المنتزه، التي تلعب دوراً محورياً في استقطاب الممارسين، تحتاج إلى إصلاح شامل يشمل العشب الاصطناعي، الإنارة، المستودعات، والمرافق الصحية. وتعتبر هذه الفعاليات أن فترة الصيف كانت مناسبة لتنفيذ هذه الإصلاحات حتى يكون الفضاء جاهزاً لاستقبال النشاط الرياضي بداية من شهري شتنبر وأكتوبر، غير أن ذلك لم يتحقق بسبب ما يبدو أنه “أولويات أخرى” لدى الجهات المسؤولة.
وتشير الفعاليات إلى أن المنتزه، الذي يستقبل يومياً مئات الرياضيين، يفتقر إلى مراحيض مجهزة، ومرافق خاصة بالعاملين، وفضاءات تقيهم حر الصيف وبرودة الشتاء، إضافة إلى غياب الماء الصالح للشرب، ما يطرح علامات استفهام حول تدبير هذا المرفق العمومي الذي يحمل رمزية رياضية وتاريخية خاصة لدى ساكنة مراكش.
كما عبّر العديد من رواد المنتزه عن أسفهم تجاه الظروف التي يشتغل فيها العاملون، من بينهم الفاعل الرياضي المعروف بابراهيم سوهية “البلول”، الذي يعتبر أيقونة من أيقونات الرياضة بالمدينة، ويُرى غالباً وهو يجلس في مدخل المنتزه دون توفير المكان اللائق الذي يحفظ له ولزملائه كرامة العمل داخل منشأة رياضية عمومية.
الجمعيات الرياضية، ومعها عدد من الأطر التقنية والمدربين، وجّهوا نداءً مباشراً إلى العمدة وأعضاء المجلس الجماعي لمراكش من أجل الإسراع في وتيرة الإصلاحات، خصوصاً وأن المنتزه مقبل خلال الأسابيع القادمة على احتضان مباريات الفئات العمرية التابعة للعصبة، وهو ما يتطلب تجهيزات في مستوى الحدث وضمان شروط ممارسة آمنة ولائقة.
وتؤكد هذه الفعاليات أن إصلاح منتزه مولاي الحسن ليس مجرد مطلب ظرفي، بل هو استثمار في شباب المدينة ورافعة لتشجيع الرياضة الشعبية، داعية المجلس الجماعي إلى اعتبار هذا الملف ضمن الأولويات المستعجلة، وإطلاق برنامج صيانة مستمر يضمن استدامة هذا الفضاء الحيوي.





