
عبد الكريم علاوي-أوضح نزار بركة وزير التجهيز والماء في كلمته الافتتاحية لإشغال المؤتمر العالمي للماء، أن الهدف المركزي للمؤتمر الدولي للماء هو الدفع نحو مقاربات جديدة بعد أن أصبحت الحلول الكلاسيكية غير كافية لمواجهة أزمة الماء المتفاقمة بفعل الجفاف وتراجع الموارد وتزايد الطلب.
وشدد بركة على أن المؤتمر يشكل فضاءً لتقاطع الخبرات بين الوزارات، والمؤسسات البحثية، والقطاع الخاص، والخبراء الدوليين لصياغة توصيات عملية قابلة للتطبيق.
من جانبه أكد رئيس الجمعية الدولية للموارد المائية، يوان يوان لي، أن المؤتمر المنعقد بمدينة مراكش يشكل محطة محورية لتبادل الخبرات والتجارب الفضلى في مجال تدبير الموارد المائية ، مبرزاً أن الحدث لا يُعد مجرد تجمع للخبراء، بل فضاءً مفتوحاً لبحث سبل تعزيز ثقافة المياه ومواكبة التغيرات المناخية من أجل مستقبل مائي أكثر استدامة.
وأشار “يوان يوان لي” الذي كان يتحدث خلال اشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ، إلى أن الهدف هو جعل هذا الأسبوع العلمي نقطة تحول حقيقية نحو حشد الجهود العالمية لبناء نظام مستدام لحَوْكمة المياه، مؤكداً أن الماء يجب أن يكون مصدر سلام ووحدة، لا سبباً للتفرقة.
وأضاف أن اختيار مدينة مراكش لعقد هذا المؤتمر لم يكن اعتباطياً، لما تزخر به من رصيد حضاري وتاريخي مرتبط بالثقافة المائية، ما يجعلها فضاء مناسبا لاحتضان النقاشات الدولية الكبرى حول مستقبل هذا المورد الحيوي.
وشهدت الجلسة الافتتاحية حضور عدد من المسؤولين، بينهم نزار بركة وزير التجهيز والماء، ورئيس الجمعية الدولية للموارد المائية يوان يوان لي، ووالي جهة مراكش آسفي خطيب الهبيل، ورئيس مجلس الجهة سمير كودار، ونائب رئيسة جماعة مراكش محمد الإدريسي، إضافة إلى خبراء ووزراء مياه من مختلف القارات.
ويُعد هذا المؤتمر، الذي يعود إلى المغرب بعد احتضان الرباط لدورته السابعة سنة 1991، محطة رئيسية لمناقشة التحديات المتسارعة المتعلقة بندرة المياه وتدبيرها، والبحث عن حلول مبتكرة تتجاوز الأجوبة التقليدية التي تم تجريبها لسنوات، مثل التحلية والمعالجة والتقاط الضباب.
ويتضمن برنامج المؤتمر أربع جلسات رفيعة المستوى وأكثر من 140 جلسة تقنية يؤطرها خبراء دوليون بارزون، إضافة إلى مئات العروض العلمية والملصقات البحثية، وفضاءات للعرض التقني والابتكار، وفعاليات موازية موجهة للمهنيين، فضلاً عن زيارات ميدانية للاطلاع على مشاريع المغرب في مجال تدبير الموارد المائية.
وسيُختتم الحدث الدولي بـ”إعلان مراكش”، وهي وثيقة مرجعية جديدة تهدف إلى تعزيز الربط بين العلم والسياسات العمومية والممارسة الميدانية، وتسريع الجهود العالمية لحماية الموارد المائية وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
وباحتضانها لهذا اللقاء العلمي العالمي، تواصل مراكش ترسيخ مكانتها كوجهة للحوارات الدولية الكبرى، وفضاء للتفكير المشترك في القضايا المصيرية التي تهم مستقبل الإنسان والبيئة.






