Uncategorized

نزار بركة يبرز معالم التحول الاستراتيجي في تدبير الموارد خلال افتتاح المؤتمر العالمي 19 للماء

worldwatercongress.com

افتتحت أشغال المؤتمر العالمي التاسع عشر للماء، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفي موضوع “الماء في عالم يتغير: الابتكار والتكيّف”، بحضور وازن لخبراء ومسؤولين وصناع القرار من مختلف دول العالم.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، أن احتضان المملكة لهذه الدورة للمرة الثانية بعد أكثر من ثلاثين سنة على تنظيم النسخة السابعة سنة 1991، يعكس الثقة الدولية في التجربة المغربية وفي التزامها بتطوير الابتكار في مواجهة التحديات المائية العالمية.

تحولات مناخية وضغط مائي غير مسبوق

وأوضح الوزير أن المغرب واجه خلال العقود الأخيرة ضغوطاً مائية حادة بفعل التغيرات المناخية وتوالي سنوات الجفاف، غير أن الاستراتيجية الوطنية اختارت الانتقال من مرحلة تشخيص الأزمة إلى مرحلة الفعل، عبر تبنّي مقاربات مبتكرة في إنتاج الماء وتدبيره، وجعل الأمن المائي ورشا بنيويا يرتبط بإنتاج الطاقة والغذاء في إطار مقاربة “نكسوس”.

مخططات جديدة للتهيئة المائية… نحو رؤية تمتد إلى 2050

وسلّط بركة الضوء على إطلاق جيل جديد من المخططات التوجيهية للتهيئة المندمجة لكل الأحواض المائية (PDAIRE) في أفق 2050، باعتبارها مرجعيات استراتيجية دقيقة تحدد الموارد والاحتياجات والمخاطر، وتوجّه المشاريع ذات الأولوية.
وسيُبنى على هذه المخططات المخطط الوطني للماء، الذي يشكل خريطة طريق كبرى ملزمة لكل الفاعلين، بما يضمن تناغم السياسات المائية بين الدولة والجهات والجماعات والفاعلين الاقتصاديين.

من تدبير الندرة إلى إنتاج الماء… ثورة في البنيات والتقنيات

وكشف الوزير أن المغرب دخل فعلياً مرحلة جديدة عنوانها “إنتاج الماء”، عبر منظومة متكاملة تشمل:

  • التحلية: بـ 17 محطة منجزة بطاقة 350 مليون م³ سنوياً، و4 محطات قيد البناء، و11 مشروعاً إضافياً مبرمجاً لرفع القدرة إلى 1.7 مليار م³ في أفق 2030، مع تشغيل هذه المنشآت بالطاقات المتجددة.

  • السدود: مواصلة تقوية البنيات التخزينية لمواجهة تقلبات المناخ.

  • إعادة استعمال المياه العادمة للسقي الأخضر والصناعي والفلاحي.

  • تغذية الفرشات المائية ووقف استنزافها عبر عقود جهوية ملزمة، حيث تم إبرام 5 عقود ويجري إعداد 19 أخرى.

  • الرقمنة: استعمال العدادات الذكية وكشف التسربات بنظم الذكاء الاصطناعي.

مشروع الربط المائي… رافعة استراتيجية للأمن المائي

وعدّ الوزير مشروع الربط المائي بين الأحواض من بين “الأوراش الهيكلية الكبرى”، باعتباره ليس مجرد نقل للمياه بل رؤية متكاملة لتحقيق توازن مائي وطني مستدام يمكّن من تزويد المواطنين والقطاعات الإنتاجية بشكل آمن وطويل المدى.

ابتكار في التقنيات… من السقي الذكي إلى الألواح الشمسية العائمة

وأكد بركة أن المغرب شرع في تنفيذ “تحول صامت ولكن عميق” في استعمال الماء، عبر:

  • تعميم السقي الذكي المعتمد على أجهزة الاستشعار والزراعات منخفضة الاستهلاك.

  • اعتماد نظم الاستشعار الرقمي الذكي في شبكات الماء بالمدن.

  • إطلاق مشاريع الألواح الشمسية العائمة فوق السدود للحد من التبخر الذي قد يصل إلى 30% في بعض المناطق، مع إنتاج طاقة نظيفة.

الاستمطار والرطوبة الجوية… تنويع لمصادر التعبئة

واستعرض الوزير تحديث برنامج “غيث” للاستـمطار الصناعي باستعمال الذكاء الاصطناعي والخرائط الرقمية، إضافة إلى تجربة إنتاج الماء من الرطوبة الجوية عبر أجهزة تعمل بالطاقة الشمسية، والتي بدأت تجريبياً في بعض القرى لتزويد المدارس والمستوصفات والمناطق النائية بالماء دون شبكات مكلفة.

نظام يقظة جوي متطور لحماية الأرواح

وأشار نزار بركة إلى تطوير منظومة اليقظة الجوية المغربية باعتماد نماذج عددية عالية الدقة، وتحديث خريطة اليقظة لتكون على مستوى الجماعات، مع إطلاق نظام إنذار ذكي لإشعار المواطنين مباشرة عبر هواتفهم، وتعزيز مخططات الحماية من الفيضانات التي تشرف عليها وكالات الأحواض المائية.

معركة الماء هي معركة السيادة

واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن الأمن المائي لم يعد خياراً تقنياً بل “معركة سيادية” تتطلب تضافر الجهود والانخراط الجماعي، مشيراً إلى أن المؤتمر يشكل فرصة لعرض التجربة المغربية وبلورة حلول مبتكرة وتوصيات عملية للتكيّف مع واقع مناخي عالمي سريع التغير.

كما نوه بالمجهودات التي بذلتها الجمعية الدولية للموارد المائية وكلّ الشركاء في الإعداد لهذا الحدث العلمي العالمي الكبير، متمنياً لأشغاله النجاح والتوفيق.

worldwatercongress.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى