تنظيم الملتقى الأول للتراث الثقافي والديني بمراكش

شكل موضوع “العناية بالتراث الثقافي الديني صون للهوية الوطنية”، محور الملتقى الأول للتراث الثقافي والديني الذي انطلقت أشغاله يوم الثلاثاء بمراكش.
ويتوخى هذا الملتقى، المنظم على مدى ثلاثة أيام، من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بتنسيق مع مركز التوثيق والأنشطة الثقافية التابع للمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية لجهة مراكش آسفي، أن يكون مناسبة لتبادل الرؤى واستشراف آفاق جديدة لتميكن التراث الديني من أداء رسالته، وتعزيز الانتماء الوطني، وكذا ترسيخ قيم الاعتدال والمواطنة الصالحة.
وأكد مدير مركز التوثيق والأنشطة الثقافية، عبد الهادي بصير، في كلمة بالمناسبة، أن هذا الملتقى يشكل لحظة علمية وثقافية تعيد الاعتبار لما تزخر به المملكة من رصيد تراثي ديني عريق مادي ولامادي ساهم عبر قرون في بناء الشخصية المغربية الراسخة وتحصين الهوية الوطنية الأصيلة التي تجتمع فيها الروح الدينية السمحة والعمق التاريخي والولاء المتين.
وأوضح أن هذه التظاهرة تروم خلق تواصل حي ومباشر بين كافة المهتمين بالشأن الثقافي الديني في سبيل بناء تصورات مشتركة وصياغة توصيات تسهم في تعزيز مكانة التراث المغربي الديني ضمن مشروع التنمية الثقافية بالمملكة تحت القيادة الحكيمة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأضاف أن الملتقى يسعى أيضا، إلى تمكين الشباب من التعرف على تراث أجدادهم بغية صيانته في المستقبل ونشر الوعي بقيمه الوطنية والروحية.
من جانبه، أبرز المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية لجهة مراكش آسفي، كبير المخلوفي، أن اختيار موضوع الملتقى يعد تجسيدا لرؤية استراتيجية تستند إلى إرث مغربي عريق قوامه التمسك بالثوابت الدينية والوطنية الراسخة التي تجسدها العقيدة السنية المالكية والمنهج الأشعري السمح والتصوف السني المعتدل.
وقال إن “هذا التراث ليس مجرد ذاكرة جامدة، بل يختزل مجموعة من القيم والمعاني ويشكل ضمير الأمة ووجدانها ويغذي حاضرها ويؤسس لمستقبلها وفق الرؤية السديدة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي ما فتئ يولي عنايته الخاصة لهذا التراث ويجعل منه أساسا لترسيخ الهوية المغربية وصيانة ثوابتها”.
وبعد أن أكد على الأهمية المركزية للتراث، دعا المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية لجهة مراكش- آسفي، إلى ضرورة جعل هذا التراث قريبا من وعي الشباب ليكون معينا لهم على فهم ذواتهم وانتماءاتهم وأداة فعالة لبناء مستقبل واعد ينتقل من جذور راسخة.
من جهته، أشار رئيس قسم الأنشطة الثقافية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، خالد كرواز، إلى أن تنظيم الملتقى يأتي في سياق ما توليه المملكة من عناية كبرى للتراث الديني بمختلف تجلياته الفكرية والعمرانية والروحية انسجاما مع التوجيهات السامية لجلالة الملك الذي جعل صيانة التراث وتحصين الهوية من أولويات المشروع الحضاري المغربي.
وأبرز أن التراث الديني بما يشمله من معارف ومخطوطات ومساجد وزوايا وطقوس وتقاليد أصيلة عريقة، يعد رصيدا وجدانيا وروحيا وثقافيا متجددا، ويشكل أحد الركائز الأساسية لبناء الهوية الوطنية والدينية ويمتد أثره ليشمل الحياة الروحية والفكرية والاجتماعية للمجتمع، وشاهد على عراقة حضارة المملكة.
وأكد على استمرار الوزارة في دعم المبادرات التي تسهم في تسليط الضوء على التراث الديني الثقافي بمختلف تجلياته والبحث في سبل المحافظة عليه من خلال توثيق وحماية الموروثات الدينية والثقافية والتعريف بمكوناتها وأبعادها التاريخية والروحية، وإبراز قيم التسامح والتعايش بين مختلف الثقافات والديانات عن طريق نشر قيم الوسطية والاعتدال، مشددا على أن الحفاظ على هذا التراث يعد مسؤولية مشتركة.
وتميز افتتاح هذا الملتقى، بتقديم عرض مسرحي تراثي من تقديم فرقة مسرح هيلانة للثقافة والفن، يبرز تاريخ المدينة الحمراء وغنى وتنوع مآثرها التاريخية.
ويتضمن برنامج الملتقى مجموعة من المحاور تتناول مواضيع تتعلق ب”التراث الثقافي الديني المغربي مرآة الهوية الروحية للأمة المغربية”، “القيم الإنسانية في التراث الإسلامي المغربي : دروس للتعايش”، و”صيانة التراث المادي للأمة المغربية المخطوطات أنموذجا من التوثيق إلى التحقيق”، و”التراث المعماري ودور وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الحفاظ عليه من خلال صيانة المباني الدينية الأثرية”.





