
خصص المهرجان الدولي للفيلم بمراكش مساء اليوم الجمعة بقصر المؤتمرات، تكريما حارا للمخرج وكاتب السيناريو والمنتج المكسيكي، غييرمو ديل تورو، الذي تسلم النجمة الذهبية للمهرجان من الممثلة الإسبانية ماريبيل فيردو.
وتميز هذا الحفل بعرض مشاهد منتقاة من عالم ديل تورو المتفرد والغني، وسيما من أفلامه “زقاق الكوابيس”، و”فرانكنشتاين”، و”كرونوس”، و”ميميك”، و”بينوكيو”، و”هيل بوي”، و”بلايد 2″، و”شكل الماء”.
وأمتعت هذه المشاهد عشاق السينما من الحضور، إذ أبرزت ثراء مخيلة ديل تورو، والشاعرية البصرية التي تميز أعماله، وانحيازه الدائم إلى سينما جريئة وإنسانية، مشبعة بسحر الوحوش والأساطير والعاطفة.
وأعرب المخرج المكسيكي، في كلمة ألقاها بالمناسبة، عن اعتزازه بهذا التكريم الذي حظي به في واحد من أبرز المهرجانات السينمائية في العالم، مؤكدا أن مراكش هي موئل رفيع للسينما، وستظل دائما وجهة مفضلة للسينمائيين، شيبا وشبابا، وكذا نافذة مشرعة على السينما العالمية.
وأكد ديل تورو أن مهرجان مراكش يسهم في تعزيز الحوار والتبادل بين السينمائيين، ويشكل فضاء يتيح لفن السرد التعبير عن نفسه بعيدا عن رهانات الصناعة، من أجل تحقيق هدفنا الأول المتمثل في تشكيل مشاعر وتجارب إنسانية مشهود لها في العالم برمته، ومنح مساحة يجد فيها الصوت الإنساني دائما جمهورا مضيافا وعاشقا للسينما.
من جهتها، هنأت ماريبيل فيردو المخرج المكسيكي على هذا التكريم الرفيع الذي يليق بموهبته، وبخياله، وبفرحه اللامتناهي وإنسانيته العميقة.
وأكدت أن غييرمو ديل تورو “واحد من الأرواح المدهشة التي لم تضف على حياتها سوى الفرح، باعتباره سينمائيا عبقريا، وصديقا وفيا، وإنسانا استثنائيا بكل المقاييس”، مشيرة إلى أنه كان له دور كبير في تعزيز ثقتها بنفسها، واستخراج أفضل ما لديها، وتحويلها إلى ممثلة أفضل.
ويعد ديل تورو أحد أبرز صناع السينما بفضل أسلوبه البصري الفريد الذي يمزج بين الرعب والفانتازيا والخيال الواسع. ومنذ فيلمه الروائي الطويل الأول “كرونوس” (1993)، أخرج وأنتج مجموعة من الأعمال التي لاقت استحسانا واسعا لدى النقاد، من بينها “عمود الشيطان”، و”ميميك”، و”هيل بوي”، و”متاهة بان”، و”حافة المحيط الهادئ”، و”القمة القرمزية”، و”شكل الماء”، الذي ترشح لثلاث عشرة جائزة أوسكار وفاز بثلاث منها، من بينها أوسكار أفضل فيلم وأفضل إخراج.
كما فاز ديل تورو بأوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة عن أول أفلامه التحريكية المنجز بتقنية إيقاف الحركة “بينوكيو غييرمو ديل تورو”، الذي أخرجه بالاشتراك مع الراحل مارك غوستافسون. وقد عرض أحدث أفلامه الروائية، “فرانكنشتاين”، لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي.





