
وأوردت “الصباح” فإن الأسلوب الإجرامي المعتمد، من قبل أفراد الشبكة التي يتحدر زعيمها من سلا، فيما باقي مساعديه وشركائه من مدن وأقاليم مراكش والحوز وأزيلال، يتمثل في إيهام الضحايا ببيع الزئبق الأحمر، الذي يشكل مفتاح نجاح عمليات المنقبين عن الكنوز والمعادن النفيسة، حيث يتم اختيار الفئات المستهدفة بعناية، حيث يكون الضحية إما منقبا عن الكنوز أو من فئة الميسورين الطامعين في تحقيق عائدات بالملايير، بتفويت هذه المادة المطلوبة في الأسواق لمتخصصين في المجال، داخل المغرب وخارجه.
وأضافت المصادر ذاتها أن استدراج أفراد الشبكة الإجرامية للضحايا، كان يتم بطرق احترافية يتم فيها تقمص شخصيات البائع والوسيط وأثرياء خليجيين يسعون لاقتناء “الزئبق الأحمر”، وهو ما كان يسيل لعاب الأثرياء المغاربة، الذين يضطرون أمام منافسة وهمية للتسابق على دفع المبلغ المطلوب، لترجيح كفتهم على كفة باقي الزبناء المتنافسين على الظفر بالصفقة المغرية.
وتم افتضاح أمر الشبكة الإجرامية، بناء على تفاعل المصالح الأمنية بمراكش، مع شكاية أحد أثرياء المدينة الحمراء، كشف فيها تعرضه لعملية نصب كبيرة، تم فيها الاستيلاء على مليار سنتيم من ماله الخاص، بعد أن تم الإيقاع بعملية بيع وهمي لمادة الزئبق الأحمر.
وأظهرت الأبحاث التي باشرتها عناصر الضابطة القضائية، تحت إشراف النيابة العامة، أن أفراد الشبكة نصبوا على رجل الأعمال بعد إيهامه بوجود ثري خليجي مستعد لشراء “الزئبق الأحمر”، مقابل 4 ملايير سنتيم لحاجته الماسة بتلك المادة النفيسة، وأنهم يحتاجون مبلغا مهما لاقتنائها من أشخاص يتوفرون على المادة النفيسة المطلوبة.
وللتعبير عن جدية عرضهم المغري واستدرار طمع رجل الأعمال، ربطوا الاتصال بالخليجي المزيف، الذي برع في تمثيليته الاحترافية شكلا ومضمونا، وهو ما أسال لعاب الثري المراكشي، الذي اعتبر العرض الذي أمامه “هوتة” لا يمكن تضييعها، ما حدا به إلى الاستجابة لشرط دفع مبلغ مليار سنتيم لاقتناء “الزئبق الأحمر”، وإعادة بيعه لتحقيق ربح خيالي سريع، قبل أن يجد نفسه ضحية “مقلب” خطير.
ونجحت الشرطة التابعة لولاية أمن مراكش، في الإطاحة بزعيم الشبكة، الذي يتحدر من سلا بعد ترصد خطواته، إلى أن تمت محاصرته وسط مقهى بتراب مقاطعة النخيل بمراكش، قبل أن تسفر التحقيقات معه عن الكشف عن مساعديه وشركائه، لتقرر ملاحقتهم، عبر تنسيق أمني مع مصالح الدرك الملكي، وهو الإجراء الذي مكن من اعتقال المشتبه فيه الثاني، الاثنين الماضي، بمسقط رأسه بأيت أورير بإقليم الحوز، بعد اقتفاء خطواته بالاستعانة بتقنيات علمية متطورة، إثر فراره من مقهى يملكها بتمنصورت أثناء محاولة إيقافه.
وتوجت مجهودات المحققين والتنسيق الأمني المحكم، بالإطاحة بعنصر ثالث بأزيلال، بعد أن اعتقد أنه سيكون آمنا من الاعتقال، بينما مازالت الأبحاث جارية لإيقاف باقي المتورطين.
وبعد تمكن مصالح الدرك الملكي بأيت أورير وأزيلال من وضع حد لفرار شريك زعيم الشبكة والعنصر الثالث، تم تسليمهما لولاية أمن مراكش، باعتبارها الجهة المطلوبين لديها لتعميق البحث في قضية، مازالت تحفل بالكثير من عناصر المفاجأة والتشويق.





