
عبد الكريم علاوي- عاشت مدينة آسفي، ليلة بيضاء على وقع مجهودات مكثفة لفرق الإنقاذ، عقب السيول الجارفة التي خلفتها التساقطات المطرية القوية، والتي تسببت في فيضانات خطيرة خاصة على مستوى المدينة العتيقة.
وشاركت في عمليات الإنقاذ والتمشيط عناصر الوقاية المدنية إلى جانب القوات المساعدة والمصالح الأمنية، حيث تواصلت التدخلات لساعات طويلة من أجل إنقاذ الغرقى، وانتشال الضحايا، والبحث عن المفقودين وسط ظروف ميدانية بالغة الصعوبة.
وأكدت مصادر ميدانية أن عمليات التدخل واجهت تحديات كبيرة، بسبب الارتفاع المهول لمنسوب المياه الذي تجاوز مترين في بعض النقاط، إضافة إلى ضيق الأزقة والممرات بالمدينة العتيقة، ما صعّب حركة فرق الإنقاذ وفرض اعتماد وسائل وتقنيات خاصة للوصول إلى المناطق المنكوبة.
وسخّرت السلطات المختصة عتادا لوجيستيا مهما شمل معدات ضخ المياه، وحبال الإنقاذ، وزوارق مطاطية، إلى جانب وسائل إنارة، من أجل ضمان نجاعة التدخلات وتسريع عمليات التمشيط، في سباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح.
وتعكس هذه الصور حجم الاستنفار الكبير والتفاني الذي أبانت عنه فرق التدخل، في واحدة من أصعب الليالي التي عاشتها المدينة، وسط مطالب بضرورة تعزيز إجراءات الوقاية وتحديث البنيات التحتية، خاصة بالمناطق التاريخية الهشة، تفادياً لتكرار مثل هذه المآسي.






