
في خطوة إجرائية تهدف إلى تكسير الحواجز بين عالم المقاولات والمؤسسات المالية، احتضنت مراكش يوم أمس الخميس تظاهرة “Speed Finance Day”، وهي مبادرة نوعية نظمها المركز الجهوي للاستثمار لمراكش-آسفي (CRI-MS) بشراكة مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ).
الحدث الذي استلهم روحه من التوجيهات الملكية السامية لدعم الاستثمار، سعى إلى تحويل ملف التمويل من “عقبة” إلى “رافعة” لنمو النسيج الاقتصادي الجهوي.
شهد اللقاء تعبئة غير مسبوقة بحضور أزيد من 160 فاعلاً، شملوا أصحاب مقاولات صغرى ومتوسطة، ومدراء أبناك جهوية، ومسؤولي صناديق استثمار وطنية.
وبدلاً من اللقاءات البروتوكولية الطويلة، اعتمد الحدث مفهوم “السرعة والفعالية”؛ حيث مُنحت لكل مقاولة فرصة عرض مشروعها في زمن قياسي لا يتعدى 10 دقائق أمام لجنة من الممولين، في صيغة تهدف إلى الانتقال الفوري من “العرض الفكري” إلى “الاتفاق الثنائي” الملموس.
وأكد المدير العام لمركز الاستثمار بمراكش، خلال افتتاحه للأشغال، أن الرهان الحالي يتجاوز التمويل البنكي الكلاسيكي ليشمل حلولاً مبتكرة كالاستثمار في الرأسمال والإدراج في البورصة.
وأشار إلى أن الطموح هو ردم الهوة بين المقاول والممول لتحويل المقاولات المحلية الصاعدة إلى “رواد وطنيين” قادرين على خلق قيمة مضافة حقيقية بالجهة.
من جهتها، عبرت الوكالة الألمانية للتعاون (GIZ) عن اعتزازها بنجاح هذه الصيغة، مؤكدة التزامها بمواكبة المقاولات المغربية في مسار التحول نحو الاستدامة والنمو.
تميزت التظاهرة بمشاركة أقطاب المنظومة المالية والاستثمارية بالمغرب، وفي مقدمتهم ممثلو وزارة الاستثمار، والاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM)، وبنك المغرب، ومؤسسة “تمويلكم”، بالإضافة إلى بورصة الدار البيضاء.
هذا الحضور الوازن وفّر للمقاولين “سلة متكاملة” من الخيارات، بدء من آليات الضمان والدعم، وصولاً إلى صناديق تمويل النمو ونقل المقاولات، مما يعزز انسيابية الولوج إلى السيولة المالية اللازمة لتطوير المشاريع.
وتأتي هذه المبادرة، التي تندرج ضمن روح القانون الإطاري 22-24 المتعلق بمراكز الاستثمار، لتؤكد دور هذه المراكز كمحرك أساسي للدينامية الاقتصادية الجهوية، وقناة اتصال مباشرة تضع المقاول في قلب منظومة الدعم المالي والتقني.









